النقاط الرئيسية
- تشكلت صخور الرسل الإثني عشر من الهياكل العظمية للحيوانات البحرية الميتة.
- لا أحد يعرف عددها الأصلي لكن البحارة الأوروبيين قالوا إن عددها على عدد تلامذة المسيح.
- لا تزال ثمانية من هؤلاء الرسل تقف صامدة بعد انهيار أحدها عام 2005.
لا تكتمل الزيارة إلى ملبورن إذا لم تذهب في رحلة على امتداد طريق المحيط العظيم الذي يمتد لمسافة 243 كلم من Torquay غربًا إلى Allansford حيث تترامى العديد من القرى الوادعة والشواطئ ونقاط المراقبة على طول الطريق.
تثير المناظر الخلابة على طول الطريق الشهير الرهبة وتخطف الأنفاس بروعة المنحدرات الصخرية المنحوتة في البحر والمناظر البانورامية الرائعة حيث تتآلف زُرقة المحيط اللامتناهية مع خُضرة المناطق الريفية.
مع اقترابك من الشواطئ الذهبية لميناء كامبل، تقترب أكثر من العجائب الطبيعية لأشهر التكوينات الصخرية في فيكتوريا والتي تعرف باسم "الرسل الاثنا عشر" وهي عبارة عن مجموعة من الكتل الكلسية الضخمة التي تبدو كجواهر متناثرة على امتداد "طريق حطام السفن" حيث يقبع في قعر المحيط على طول الساحل الممتد من Moonlight Head إلى Port Fairy حطام وبقايا ما لا يقل عن 638 سفينة.

Cars on the Great Ocean Road in Victoria. Source: AAP
تاريخ الرسل الاثني عشر
منذ أكثر من عشرين مليون سنة، عاشت مليارات الحيوانات البحرية الصغيرة في البحر. وبعد موتها تراكمت هياكلها العظمية على طول قاع البحر ثم بدأت تتحول ببطء إلى صخور كلسية لتظهر كمنحدرات صخرية مع تراجع المحيط.
لكن الأمواج العاتية والمياه المالحة في المحيط الجنوبي المتقلب المزاج ساهمت في تآكل هذه المنحدرات الكلسية الوعرة على طول ساحل فيكتوريا، لتقوم بعدها الرياح والمياه بنحت الكهوف داخلها.
بمرور الوقت، تحولت هذه الكهوف إلى أقواس مهيبة. إلا أن الأمواج والعواصف القاسية أدت مرة أخرى لانهيار تلك الأقواس فبقيت الأكوام الشاهقة في المياه بعدما انفصلت عن المنحدرات.

Views of Australia. The Great Ocean Road and 12 Apostles. Loch Ard Gorge in Port Campbell National Park. Source: Kommersant
ما بين الأسطورة والغموض
يسافر الكثير من الناس سنوياً إلى المنطقة ليشاهدوا روعة الرسل الاثني عشر واستكشاف أسطورتهم وسرهم. وهي وجهة سياحية مفضلة منذ سنوات طويلة، حتى قبل أن يطلق عليها اسم الرسل الاثني عشر.
حتى عام 1960، كانت المنطقة تُعرف بـ Sow and Pigs حيث كانت جزيرة Mutton Bird المجاورة تمثل الخنزيرة، وأكوام الحجر الجيري هم أولادها الخنازير.
يستحيل على أحد معرفة كم كان عدد تلك الكتل الجيرية في البداية. وتشير الروايات المحلية إلى أنها كانت أكثر بكثير من تلك التي نراها اليوم، إذ تشير خريطة تعود إلى عام 1846 إلى وجود أكثر من ثمانية، في حين أن البحارة الأوروبيين الأوائل الذين وصلوا إلى المنطقة حسبوا عددها بما يصل إلى عدد تلامذة المسيح، لذلك يُعتقد أن تسمية "الرسل الإثني عشر" التي اعتُمدت لاحقاً جاءت من هنا على الرغم من أنها كانت تسعة فقط حين أُطلق عليها هذا الاسم، لذا يبقى الأمر مجرد افتراضات.

Source: Imaginechina
مناظر ساحرة تخطف الأنفاس
على مدار اليوم، يتدفق الضوء وتتأرجح الألوان عبر هذه الصخور العظيمة لتنعكس عليها صوراً مختلفة. وعندما تشرق الشمس على ساريتها، تتسرب الألوان الذهبية عبر الصخور راسمة عليها بقعاً حمراء ووردية اللون.
ومع بدء انغماس الشمس في المحيط، تنفجر السماء باللون البرتقالي وألوان اللافندر، فتنسدل هذه الألوان عبر الصخور وتزينها بألوان قوس قزح.
يمكنك الاستمتاع بهذه المناظر الأخاذة لدى زيارة المنطقة عند الشروق والمغيب، وإذا حالفك الحظ يمكنك رؤية بعض البطاريق الصغيرة. كما توجد العديد من المواقع التي لا تقل سحراً.

Twelve Apostles sunset - sandstone rock formations of famous Twelve Apostles Source: Ardea Picture Library
اكتشف المزيد
يمكنك أن تستمتع بالمشي وصولاً إلى Loch Ard Gorge الذي يعرّفك على تاريخ حطام السفن والجيولوجيا والبيئة الساحلية، حيث يُعتقد أنه يوجد حطام أشهر سفينة في فيكتوريا، والتي اصطدمت بجزيرة Mutton Bird في عام 1878.
ولا تفوّت زيارة The Grotto حيث يمكنك غالبًا رؤية أقواس القزح التي تتشكل من رذاذ الأمواج وأشعة الشمس، إضافة إلى The Arch بمناظره الخلابة للرسل الاثني عشر في وقت متأخر بعد الظهر، وما يسمى بـ London Bridge الذي كان في الأصل ممراً طبيعياً إلا أنه انهار في عام 1990.
كما يمكنك الوصول إلى الشاطئ بالنزول على Gibson Steps التي تبلغ 86 درجة مدعومة بمنحدرات من الحجر الجيري التي يبلغ ارتفاعها 70 مترًا.
وإذا كنت من محبي المغامرة، يمكنك أن تذهب في تجربة استثنائية لترى هذه الأيقونات من السماء بواسطة رحلات بطائرة الهليكوبتر.

--FILE--Landscape of the London Arch, formerly known as London Bridge, part of the Port Campbell National Park Source: Imaginechina
كم تبقى من الرسل الإثني عشر؟
على الرغم من تسمية الرسل الإثني عشر، إلا أن ما تبقى من هذه الأعمدة الجيرية هو ثمانية فقط بعد أن انهار أحدها ويبلغ طوله 50 متراً في عام 2005 أمام أعين مجموعة من السياح.
ومن المؤسف أنه يُتوقع أن تختفي جميعها مع مرور الزمن نتيجة العوامل المناخية وتآكل الصخور الذي يصل إلى 2 سنتيمتر كل عام، إلا أنه يبقى هناك أمل بظهور بعض الرسل الجدد من الساحل في المستقبل القريب.



