أحدث الغزو الروسي لأوكرانيا صدمة في جميع أنحاء العالم، لم تسلم منها الجاليات الروسية في بلاد الاغتراب.
النقاط الرئيسية
- صدمت الجالية الروسية في أستراليا بغزو بوتين لأوكرانيا
- يتساءل الكثير من أبناء الجالية كيف سينتهي هذا الصراع وما الثمن الذي سيدفعه العالم
- يعتقد أحد الأستراليين الروس أن بوتين غزا أوكرانيا لأنه كان يفقد قبضته على السلطة
في أستراليا، يتساءل الكثير من أبناء الجالية الروسية كيف سينتهي هذا الصراع وما الثمن الذي سيدفعه العالم، وفلاديمير بوتين.
يخشى البعض أن يكون الرئيس الروسي قادراً على الأمر بشن هجوم نووي، لكنهم يشككون بأن يطيع الجيش الأوامر بشن الهجوم.
غادر بيتر كوزمين روسيا في التسعينيات لينهي دراسته الثانوية في الولايات المتحدة قبل أن ينتقل إلى ملبورن في عام 2006.
نشأ كوزمين في ظل الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق وصُدم بالهجوم على أوكرانيا.
وهو يعارض الإجراءات الروسية الأخيرة، حيث ساعد في تنسيق الاحتجاجات مع تحالف سفوبودا، وهي حركة مؤيدة للديمقراطية من الناطقين بالروسية في جميع أنحاء أستراليا ونيوزيلندا.
قال كوزمين: "كان الغزو بحد ذاته صدمة. لم أكن أعتقد أنه سيحدث".
"اعتقدت أنه من غير المعقول أن تغزو روسيا دولة شقيقة بسبب العلاقات الوثيقة بين البلدين. حتى اللحظة الأخيرة كنت آمل وأعتقد أن هذا مجرد خدعة".
اقرأ المزيد
جولة على أستراليا والعالم في دقيقة
يعتقد كوزمين أن الزعيم الروسي غزا أوكرانيا لأنه كان يفقد قبضته على السلطة.
"السبب الجذري لهذا الغزو هو حقيقة أن مكانة بوتين مع الشعب الروسي وشعبيته كانت تتضاءل منذ عدة سنوات حتى الآن. لقد كان يرى سلطته تتراجع، ولم يستطع رؤية المستقبل، وكيف يمكن أن يستمر بشكل ديمقراطي كزعيم البلاد رغم تغيير الدستور وكل الاجهزة التي يسيطر عليها".
يعتبر كوزمين أنه من أجل إزالة هذا الضغط، خلق بوتين أزمة خارجية.
"منذ عام، كان نظام بوتين القمعي يزيد الضغط على منظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام المستقلة".
"كان ذلك يشمل اعتقال السياسيين، أو المعارضة الحقيقية، أو إجبارهم على الفرار من البلاد. كل هذا كان يخلق إحساساً لدى بوتين أنه لا يحظى بالدعم الكافي حقاً، لذا فإن الطريقة الوحيدة للحصول على دعم الشعب هي خلق ازمة خارجية".
'لا نريد دفع ثمن أخطاء الكرملين'
إيليا فومين، عالم جيوفيزيائي روسي يعمل في جامعة ماكواري منذ وصوله إلى أستراليا في عام 2018.
كان إيليا يجاهر بالعداء للغزو الروسي منذ أن بدأت موسكو في حشد القوات على طول الحدود الأوكرانية هذا العام.
يشعر فومين بقلق عميق من أوامر بوتين بتغيير الوضع النووي للبلاد.
وقال "هناك شيء واحد فقط مخيف حقا وهو عقل بوتين".
"لأنه الآن عندما وضع القوات النووية في حالة تأهب قصوى، فهذا خط أحمر قوي، إذا تجاوزته فأنت مجنون!".
والدا فومين موجودان في روسيا، وصديقته السابقة تقيم في أوكرانيا.
وهو قلق عليهم، لكنه قلق أيضاً على سلامته هنا لأنه تحدث علانية ضد الحكومة الروسية.
على الرغم من ذلك، يشعر بأن عليه واجب رفع الصوت.
"أريد أن أقوم بعملي الصغير لإعلام الناس أن هناك الكثير من الروس الذين يعارضون الحرب ولا نريد أن يتم الخلط مع الكرملين وحكومة بوتين. لا - نحن ضد ذلك ولهذا السبب نحن لسنا هناك".
ولد ميخائيل في أستراليا لوالدين من أصول روسية.
طلب ميخائيل عدم استخدام اسمه الحقيقي خوفاً من انتقام مؤيدين لبوتين في أستراليا.
لدى سؤاله عما إذا كان يعتقد حقاً أنه قد يتعرض للأذى في أستراليا، قال: "لا أعرف ولا أريد حقاً أن أعرف".
"تعرضت للتهديد"
الدكتور سلافا كيتايف مدير مشارك في البحوث الإلكترونية، وهو روسي المولد وعالم فلك في جامعة موناش في ملبورن.
وقال إنه تعرض للتهديد عدة مرات بسبب تصريحاته المناهضة لنظام بوتين.
"تعرضت للتهديد عدة مرات. بالطبع، أي شخص يتحدث علانية يجب أن يشعر بالتهديد".
"علينا أن نعترف بوجود أشخاص هنا يعملون لصالح الحكومة الروسية. إنهم يعملون داخل المجتمعات. هذا معروف داخل المجتمع الروسي".
وقال الدكتور كيتايف إنه لا يوجد تأييد للغزو الروسي لأوكرانيا ضمن دائرة مواطنيه وأن الغالبية العظمى من الروس يعارضون هذه الحرب.
وأضاف: "كثير من الروس لا يؤيدون ما يحدث. لكن هناك من يؤيد. أعتقد أن دور وسائل الإعلام الروسية أساسي في تكوين مثل هذا الرأي".
وقال إن الوضع بين روسيا وأوكرانيا يجعله يشعر بالفزع ويخيفه.
"توقعت حدوث ذلك في روسيا منذ حوالي 20 عاماً. ما يحدث يرعبني".
لكن السيد كوزمين قال إن التسلسل القيادي العسكري قد يضعف أي تهديد نووي.
"الأهم بالنسبة لي ... الأشخاص من حوله. كل هؤلاء الأشخاص بما في ذلك دائرته الداخلية وتسلسل القيادة. هل سينفذون هذه الأوامر أم لا؟".
ميخائيل أيضاً يعتقد أنه إذا أصدر بوتين الأوامر بإطلاق صواريخ نووية، قد لا يوافق جنرالاته.
"هل سيصدر الأمر؟ لا أعرف. هل أعتقد أن هذا الأمر سينفذ؟ لا".
"بوتين محشور في الزاوية''
يوجين كرافيتس فنان رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد جاء إلى أستراليا من روسيا عندما كان عمره 12 عاماً ويتذكر الحياة في الاتحاد السوفياتي السابق.
وهو يخشى أن يكون هدف بوتين إعادة بناء إمبراطورية شبيهة بالاتحاد السوفيتي وأن غزو أوكرانيا يلزمه بمزيد من الإجراءات.
"بوتين محاصر في الزاوية ولن يعود إلى الوراء. لن يتوقف عند أوكرانيا فقط".
"كل يوم أستيقظ وأتفقد الأخبار وآمل أن يقوم الجنرالات الروس بتمرد، مثل انقلاب عسكري".
"أنا مندهش أنه لا يزال على قيد الحياة وليس رهن الاعتقال".
أبدى يوجين غضبه لأن العالم لم يفعل المزيد لدعم أوكرانيا.
"متى يبدأ العالم في فعل شيء حيال ذلك؟ ما هو الخط الأحمر؟ هل هي أوكرانيا؟ هل هي مولدوفا التي وضعت روسيا خططاً لها أيضاً؟ هل هي دول البلطيق؟ الأعضاء الأصليون في الناتو؟ أين ينتهي الأمر؟".
