قال ألبانيزي خلال المؤتمر الصحفي المشترك في البيت الأبيض صباح اليوم، إن الاتفاق "يتجاوز مجرد استخراج الموارد الطبيعية"، مؤكداً أنه سيفتح آفاقاً جديدة في مجالات التصنيع والمعالجة المشتركة بين البلدين.
صفقة نادرة بعد أشهر من التفاوض
الرئيس ترامب أوضح أن الاتفاق تم التفاوض عليه "على مدى أربعة إلى خمسة أشهر"، مشيراً إلى أنه يمثل خطوة مهمة في مسار التعاون الاقتصادي بين واشنطن وكانبيرا.
تأتي هذه الصفقة في وقت تسعى فيه الدول الغربية إلى تقليص هيمنة الصين على سلسلة الإمداد العالمية للمعادن النادرة، إذ تُقدّر الوكالة الدولية للطاقة أنّ الصين تستحوذ على نحو 70% من عمليات التعدين و90% من عمليات المعالجة في هذا القطاع الحيوي.
ومع تشديد بكين قيودها على تصدير هذه المواد وتهديدها بتقليص الإمدادات إلى النصف، ازدادت التوترات التجارية بينها وبين الولايات المتحدة، مما جعل هذا الاتفاق الأسترالي–الأميركي جزءاً من مساعي الغرب لمواجهة النفوذ الصيني في سوق المعادن الحيوية.
وقال ترامب خلال المؤتمر الصحفي:"خلال عام واحد فقط، سيكون لدينا من هذه المعادن الحيوية ما يكفينا وأكثر... لن نعرف ما الذي سنفعله بكل هذه الكميات."
تفاصيل الصفقة وتمويلها
رغم أن التفاصيل الكاملة للاتفاق لم تُكشف بعد، فإن ألبانيزي أوضح أن أستراليا والولايات المتحدة ستقدمان مليار دولار لكل منهما خلال الأشهر الستة المقبلة، تمويلًا لمشاريع ضمن خطة استثمارية بقيمة إجمالية تبلغ 8.5 مليار دولار.
وأشار إلى أن الاتفاق لا يقتصر على التنقيب، بل يشمل أيضاً تطوير سلاسل التوريد والمعالجة الصناعية، عبر مشروعات مشتركة بين البلدين وأخرى ثلاثية تضم اليابان.
وأضاف ألبانيزي:"خطتنا، المسماة مستقبل يُصنع في أستراليا، لا تقتصر على استخراج الموارد وتصديرها، بل تهدف إلى بناء سلسلة توريد متكاملة مع شركائنا لخلق قيمة مضافة وفرص استثمارية مشتركة."
محاور التعاون الثلاثة
ينقسم الاتفاق إلى ثلاثة محاور رئيسة:
- استثمارات مشتركة بين أستراليا والولايات المتحدة في مجال المعادن النادرة.
- استثمار أميركي مباشر داخل أستراليا لإنشاء مرافق لمعالجة المعادن الحيوية.
- مشروعات ثلاثية تجمع بين الولايات المتحدة وأستراليا واليابان لتطوير مراحل التصنيع المتقدمة.
كما يتضمّن الاتفاق التنسيق في تحديد الثغرات في سلسلة التوريد ومراجعة الأسعار ومكافحة ممارسات التجارة غير العادلة.
استثمارات مباشرة في ولايتي غرب أستراليا ومقاطعة الشمال
وعقب المؤتمر الصحفي، أعلنت حكومة ألبانيزي عن تمويل مشروعين استراتيجيين جديدين:
- مبلغ مئتي مليون دولار أميركي (حوالي 307 ملايين دولار أسترالي) لمشروع استعادة الغاليوم التابع لشركتَي "ألكوا" و"سوجيتز" في مدينة واغرَب بولاية غرب أستراليا.
- مبلغ مئة مليون دولار أميركي (حوالي 154 مليون دولار أسترالي) لمشروع "أرافورا نولانز" في مقاطعة الشمال.
وتُعد هذه المشاريع أساسية لتوفير المعادن المستخدمة في صناعات الدفاع والطاقة المتجددة، بحسب بيان الحكومة الأسترالية.
تحالف استراتيجي متين
وصف ألبانيزي الاتفاق بأنه "دليل على الثقة المتبادلة بين أستراليا والولايات المتحدة كشريكين استراتيجيين في مجالي الدفاع والاقتصاد"، مشيرًا إلى أن التعاون في المعادن النادرة يمثل ركيزة جديدة في الشراكة الدفاعية والصناعية بين البلدين.
وقال في ختام بيانه:"أتطلع إلى مواصلة العمل مع الرئيس ترامب لتعزيز شراكتنا ودعم العمال والشركات والمستثمرين في كلٍّ من أستراليا والولايات المتحدة."