تسببت الفيضانات العنيفة، التي اجتاحت ساحل الولاية الشمالي الأوسط ومنطقة هَنتر، في مقتل خمسة أشخاص وتدمير نحو ألف مبنى أصبحت غير صالحة للسكن، وفق السلطات المحلية.
وأعلن مجلس التأمين الأسترالي (ICA)، يوم الثلاثاء، رفع تصنيف الكارثة من "حادثة كبيرة" إلى "كارثة"، وهو ما يعني إعطاء الأولوية الكاملة لمطالبات المتضررين من قبل شركات التأمين. وقال المدير التنفيذي للمجلس، أندرو هول، في بيان: "قرارنا يعكس مدى اتساع وشدة الأضرار التي لحقت بالمجتمعات المتأثرة".
أكثر من 5000 مطالبة تأمينية وتخوّف من تكاليف باهظة
حتى الآن، تم تقديم نحو ٥٠٠٠ مطالبة تأمينية، بينما لم يُحدّد إجمالي الخسائر بعد. وأعربت وزيرة خدمات الطوارئ في نيو ساوث ويلز، كريستي ما بين، عن قلقها بشأن شكاوى من عدم تغطية بعض شركات التأمين للمتضررين، أو فرضها أقساطاً باهظة.
وأكدت ما بين أن الحكومة الفيدرالية ستدخل على خط التواصل المباشر مع شركات التأمين. وأضافت في حديث لـ ABC Radio National: "رسالتي واضحة: إذا كان هناك عقد تأمين، يجب دفعه وتسويته فوراً ليبدأ الناس بعملية التنظيف".
مساعدات إضافية وتمويل للمناطق المتضررة
أوضحت ما بين أن المجتمعات المتضررة ستكون مؤهلة لمزيد من المساعدات بعد رفع مستوى تصنيف الكارثة. وقالت: "تم تفعيل الفئتين A وB من المساعدات، ونسعى لتفعيل الفئة C قريباً"، وهي فئة لا تُمنح إلا في حال الكوارث الشديدة وبعد موافقة رئيس الوزراء.
تتضمن المساعدات الفيدرالية منحاً لإعادة الإعمار وتنظيف الممتلكات، وقروضاً ميسّرة للمزارعين والمنتجين، بالإضافة إلى دفعات تعويضية تصل إلى 1000 دولار للأفراد البالغين و400 دولار للأطفال، فضلاً عن إعانات دخل لمدة 13 أسبوعاً.
جهود التنظيف مستمرة... وأزمة إنسانية تتفاقم
قالت خدمات الطوارئ في الولاية إن نحو 3500 شخص ما زالوا معزولين بسبب الفيضانات، بينما أُجريت أكثر من 8400 عملية تقييم أضرار، أُعلن بعدها أن أكثر من ألف مبنى غير صالحة للسكن. وتم حتى الآن إزالة أكثر من 10 آلاف متر مكعب من النفايات.
وتُشارك وحدات من الجيش في جهود التنظيف، إلى جانب متطوعين من المجتمع المحلي، من بينهم بريت بينيل، الذي عرض خدماته مجاناً باستخدام معدات الحفر والشاحنات في المناطق المتضررة شمال تاري.
وقال بينيل لوكالة الصحافة الأسترالية: "نقلت شاحنتين محمّلتين بالحيوانات النافقة، ونظّفت ثلاثة منازل... الوضع صادم". وأضاف: "الناس متمسكون ببعض المقتنيات رغم تلفها، لأنهم ببساطة لا يملكون المال لشراء بدائل".
عمليات نهب... والشرطة تتدخل
وفيما تتواصل جهود التنظيف، أُلقي القبض على شخص بتهمة السرقة من أحد المنازل المتضررة في منطقة وينغهام. وتشمل المسروقات أدوات، وصوراً عائلية، وأسطوانات DVD، وحوض أسماك، ومصابيح، وإطارات سيارات.
وأشارت المفتشة ناتالي أنتاو إلى أن قوات إضافية من الشرطة تراقب المناطق المنكوبة، محذّرة: "أخذ أي ممتلكات ليست لك، حتى لو جرفتها مياه الفيضانات، يُعد جريمة".