تشهد ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا هطول أمطار غزيرة وغير مسبوقة، تسببت في وفاة شخصين على الأقل وفقدان آخرين، إلى جانب تحذيرات لعشرات الآلاف من السكان من احتمال انقطاعهم عن العالم الخارجي، وسط جهود إنقاذ متواصلة تقوم بها خدمات الطوارئ.
لكن ما يبدو "حدثاً مناخياً استثنائياً"، لم يكن ناجماً عن نظام جوي نادر أو غير مألوف، وفقاً لخبير الأرصاد الجوية في مكتب الأرصاد الأسترالي، أنغوس هاينز، الذي وصف ما يحدث بأنه "لا يبدو مهدداً على الخريطة، لكن نتائجه مدمرة".
وقال هاينز إن ما يُعرف بـ"المنخفض الساحلي"، وهو نظام جوي شائع على الساحل الشرقي للبلاد، هو السبب وراء هذه الأمطار، لكنه تضخم بفعل عاملين رئيسيين:
- دخول هواء رطب جداً محمل بكميات عالية من الرطوبة إلى الساحل الشرقي، مما عزز فرص هطول الأمطار.
- بقاء النظام الجوي في مكانه لعدة أيام دون أن يتحرك، مما أدى إلى هطول مستمر للأمطار منذ مطلع الأسبوع.
وأوضح أنغوس: "لو استمر ليوم واحد فقط، لكانت الأضرار محدودة. لكن استمرار هذا الكم من المطر لأربعة أيام متتالية أدى إلى حدوث فيضانات واسعة النطاق وخطيرة".
وقد تم تسجيل كميات تراوحت بين 500 و600 ملم من الأمطار في مناطق من الساحل الشمالي الأوسط ومنطقة هنتر، وهو رقم وصفه الخبير بأنه "مذهل".
وكانت المناطق الأكثر تضرراً حتى الآن تشمل كيمبسي وكوفز هاربور، حيث لا تزال التحذيرات من الفيضانات المفاجئة قائمة. كما أعلنت الشرطة العثور على جثة رجل ثلاثيني في منطقة روزوود بعد أن جرفته المياه أثناء القيادة، بالإضافة إلى وفاة رجل يبلغ من العمر 63 عاماً في منزله الذي غمرته المياه في بلدة موتو.
وتواصل خدمات الطوارئ التعامل مع أكثر من 4,000 حادث منذ بدء الحالة الجوية، مستعينة بأسطول من المروحيات وقوارب الإنقاذ.

Flooding in Port Macquarie. Prolonged heavy rainfall is set to continue throughout Thursday, with Kempsey and Coffs Harbour among the communities on high alert for flash flooding. Source: AAP / Lindsay Moller
أما عن مستقبل الطقس، فتتوقع هيئة الأرصاد أن يبدأ النظام الجوي بالتحرك جنوباً اعتباراً من مساء الخميس، مما يعني أن الأمطار ستتراجع في المناطق الشمالية وتنتقل نحو سيدني، وإن كانت بمعدلات أقل بكثير.
واختتم هاينز حديثه قائلاً: "من المتوقع أن تشهد سيدني يوماً ماطراً، لكن دون أن تصل الأمور إلى مستوى الفيضانات التي شهدناها شمالاً، في حين قد يكون هذا المطر موضع ترحيب في المناطق الغربية من نيو ساوث ويلز التي عانت من الجفاف في الأشهر الأخيرة".