تتعلق الإرشادات الجديدة بثلاثة أدوية من فئة GLP-1 وهي:
- ليراغلوتايد (Saxenda – Victoza)
- سيماغلوتايد (Ozempic – Wegovy)
- تيرزيباتيد (Mounjaro)
وأصدرت المنظمة توصيات “مشروطة” باستخدام هذه العلاجات على المدى الطويل ضمن خطة علاج السمنة، وبالتوازي مع أنظمة غذائية صحية، ونشاط بدني منتظم، وإشراف طبي متواصل.
اعتراف بالسمنة كمرض مزمن
وأكد المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن الإرشادات الجديدة تعترف بأن السمنة مرض مزمن يحتاج إلى رعاية شاملة وطويلة الأمد، وليس فشلاً فردياً في الإرادة.
وقال: "هذه الأدوية ليست حلاً سحرياً، لكنها قد تساعد الملايين حول العالم في التغلب على السمنة وتقليل مخاطرها الصحية."
لماذا تُعد الإرشادات "تاريخية"؟
الباحث غارون دود، رئيس مختبر أبحاث الأعصاب الأيضية في جامعة ملبورن، وصف الإرشادات بأنها الأولى من نوعها عالمياً، لأنها تغيّر النظرة إلى السمنة من مجرد نتيجة سلوكية إلى حالة بيولوجية معقدة تستدعي علاجاً مستمراً.
استخدام واسع في أستراليا
تشير بيانات بحثية جديدة من جامعة نيو ساوث ويلز إلى أن نحو 500 ألف أسترالي – أي ما يقارب 2% من البالغين – يستخدمون أدوية GLP-1 لأسباب طبية أو لإنقاص الوزن.
ويمثل ذلك زيادة عشر مرات بين 2020 و2025.
وجاءت الإرشادات بعد يوم واحد من تحديث هيئة الرقابة الدوائية الأسترالية تحذيرات السلامة المتعلقة بهذه الأدوية، خصوصاً ما يتعلق باحتمال ظهور أفكار انتحارية أو انخفاض فعالية بعض وسائل منع الحمل عند بدء جرعات Mounjaro.
السمنة… أزمة عالمية تتصاعد
أوضحت منظمة الصحة العالمية أن السمنة كانت مرتبطة بـ 3.7 مليون وفاة حول العالم في 2024، محذّرة من أن الأعداد قد تتضاعف بحلول 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية.
وفي أستراليا:
- 1 من كل 4 أطفال بين عمر عامين و17 عاماً يعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
- 31% من البالغين مصنفون كبدناء.
ليست حلاً سحرياً… والمخاطر قائمة
يحذّر الخبراء من أن أدوية GLP-1، رغم فعاليتها، لا تعالج الأسباب الجذرية للسمنة، مثل العوامل البيئية والوراثية ونمط الحياة.
وتؤكد د. جينيفر وونغ، رئيسة قسم السكري في Monash Health، أن البيئة الأسترالية أصبحت "مولّدة للسمنة"، داعية إلى تعزيز سياسات الوقاية والتوعية الغذائية.
كما أشارت المنظمة إلى أن البيانات طويلة الأمد حول فعالية هذه الأدوية وسلامتها لا تزال محدودة، وأن الإرشادات ستُحدّث باستمرار مع ظهور أدلة جديدة.
ارتفاع التكلفة… والجدل حول العدالة الصحية
تظل التكلفة الكبيرة لهذه العلاجات عقبة أمام شريحة واسعة من المرضى.
إذ تتراوح تكلفة Ozempic بين 130 و200 دولار شهرياً، أي أكثر من 2000 دولار سنوياً.
وطالبت كلية الأطباء الملكية الأسترالية الحكومة بضم هذه الأدوية إلى برنامج دعم الأدوية، إلا أن التكلفة المحتملة على ميزانية الدولة قد تكون هائلة.
ومع ذلك، يتوقع باحثون مثل دود انخفاض الأسعار قريباً مع انتهاء براءات الاختراع وظهور بدائل فموية أرخص، ومع ازدياد المنافسة في سوق الدواء العالمي.
شارك

