خبراء السلامة المائية يحذّرون من أن لوحات التحذير الحالية على الشواطئ لا تنقل الرسائل بوضوح كافٍ لغير الناطقين بالإنكليزية، ما قد يكلّف أرواحاً كل عام.
أرقام مقلقة في موسم العطلات
وفقًا للجمعية الملكية الأسترالية لإنقاذ الحياة، فإن نحو ثلث الأشخاص الذين لقوا حتفهم غرقًا الصيف الماضي وبلغ عددهم 139 شخصاً، وُلدوا خارج أستراليا.
وخلال الفترة بين يوم عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة عام 2024، سُجّل ما يقارب 3 حالات غرق يومياً، ما يجعل هذه الفترة من أخطر أوقات السنة.
وتشير بيانات Life Saving Victoria إلى أن الأشخاص المولودين خارج أستراليا هم أكثر عرضة للغرق بخمس مرات أثناء السباحة، وقد شكّلوا على مدار العقد الماضي أكثر من ثلث حالات الغرق.
عوائق لغوية وثقافية
يرى مختصون أن المشكلة لا تقتصر على ضعف مهارات السباحة، بل تمتد إلى الحواجز اللغوية والثقافية، إضافة إلى الخوف من الماء أو القدوم من دول غير ساحلية.
دراسات حديثة أظهرت أن لوحات السلامة الشاطئية لا تؤدي دورها بالشكل المطلوب. فقد وجدت دراسة لجامعة موناش، بالتعاون مع Life Saving Victoria، أن 14% فقط من الطلاب الكوريين في أستراليا فهموا معنى الأعلام الحمراء والصفراء.
ألوان مربكة ورسائل غير واضحة
يقول الدكتور ماساكي شيباتا، المحاضر في الدراسات العابرة للثقافات بجامعة موناش، إن طريقة عرض الرسائل تسهم في سوء الفهم.
وأوضح أن 80% من المشاركين في إحدى الدراسات اعتبروا اللون الأحمر مؤشراً على خطر شديد، في حين قال قرابة نصف المشاركين إنهم قد يدخلون الماء رغم وجود تحذير من تيارات خطرة بلون أصفر.
كما أظهرت دراسة أجريت عام 2024 على طلاب يابانيين أن نحو 60% منهم واجهوا صعوبة في فهم مصطلحات التحذير الشاطئي.
حتى الترجمة الآلية تُخطئ
المشكلة تمتد إلى المصطلحات نفسها. فكلمات مثل rip current أو shore dump غير مألوفة حتى عند ترجمتها، بل إن ترجمتها عبر Google Translate تعطي معاني خاطئة في بعض اللغات الآسيوية، ما يزيد من خطورة سوء الفهم.
وتشير الإحصاءات إلى أن 45 شخصاً في المتوسط يفقدون حياتهم سنوياً في أستراليا بسبب التيارات الساحبة وحدها.

Safety signs inform beachgoers about both permanent and occasional hazards. Source: AAP / Dan Peled
نحو لوحات أوضح وأكثر شمولًا
في السنوات الأخيرة، تعالت الدعوات إلى تحديث لوحات التحذير، وقد بدأت بعض الخطوات العملية. إذ أعلنت مقاطعة Bass Coast في ولاية فيكتوريا عن تجربة لوحات جديدة في شواطئ عالية الخطورة، تعتمد على تصميم مدروس ورسائل متعددة اللغات وتحذيرات أكثر وضوحاً.
ويرى شيباتا أن الحل يبدأ من تبسيط المصطلحات بالإنكليزية نفسها قبل ترجمتها، مقترحًا استبدال عبارات تقنية مثل shore dump بتعابير أوضح مثل crushing waves (أمواج ساحقة).
التعليم قبل الوصول إلى الشاطئ
ولا يقتصر الحل على اللوحات وحدها. فقد أطلقت مبادرات تعليمية تدمج ثقافة السلامة الشاطئية ضمن مناهج تعلم اللغة الإنكليزية، مثل مواد أُعدّت لطلاب اختبار IELTS، تشرح مخاطر التيارات والأعلام التحذيرية بطريقة غير مباشرة.
وأظهرت نتائج هذه المبادرات تحسناً ملحوظاً في وعي المشاركين بمخاطر الشواطئ وقواعد السلامة.
شارك
