بعد الفيضانات في نيو ساوث ويلز.. العفن يهدد ما تبقّى من منازل السكان

مع تراجع مياه الفيضانات في أنحاء نيو ساوث ويلز، يبرز خطر جديد يهدد السكان المتضررين وهو العفن وانتشاره السريع في المنازل الرطبة.

Kelly and Sophie Morgan.

Kelly Morgan's house has been destroyed by the floods. Now, she's battling the onset of mould and water rats. Source: Supplied / Sophie Morgan

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

بدأت كيلي مورغان بالفعل بإزالة الجدران والأسوار في منزلها ببلدة غلينثورن في نيو ساوث ويلز، بعد أن غمرته الفيضانات مجددًا.

وقالت لشبكة SBS News: "علينا أن نزيلها ونجفف المكان قبل أن يبدأ العفن بالنمو".
تضرر منزل مورغان بالكامل من المطبخ والمغسلة، إلى منافذ الكهرباء ومكيفات الهواء، رغم أنه خضع لتجديدات دقيقة بعد فيضانات عام 2021، ولكن بعد فيضان الأسبوع الماضي، وجدت نفسها تبدأ من الصفر مرة أخرى.
A woman with a hat and gloves speaking to a reporter inside a home
Kelly Morgan, speaking to SBS News reporter Alexandra Jones. Morgan's home was affected in the 2021 floods but this time, she's lost her home after it was completely inundated by water. Credit: SBS News
لا تزال المياه تعزل نحو 32 ألف شخص في الولاية، وتقدّر هيئة الطوارئ أن نحو 10 آلاف عقار قد تضررت جراء الفيضانات الأخيرة، ومع انحسار المياه، يواجه السكان تحديًا آخر وهو العفن، الذي يمكن أن يتكوّن خلال 24 ساعة فقط في البيوت الرطبة ضعيفة التهوية.

تتوقع مورغان أنها لن تتمكن من العودة إلى منزلها قبل أقل من عام، في ظل غياب الدعم الحكومي أو العسكري، وتساعدها ابنتها، صوفي، في أعمال التنظيف وإزالة الأنقاض.

في الخارج، تبدو الشوارع كأنها ساحة دمار، معدات زراعية محطمة، وأمتعة غمرها الماء، وقطع معدنية ملتوية، وكلها مغطاة بطبقة من الوحل، ووسط تأخر خدمات الجمع والنقل، لجأت مورغان إلى حرق ما تبقى من أنقاض.
قالت: "لا وقت لدينا لإزالة الطين قبل أن يجف".
A pile of debris outside.
Kelly has been forced to burn debris on the side of the road, desperate to clear out her house before the mould sets in. Source: SBS / Alexandra Jones

خطر العفن

بالإضافة إلى الأضرار المادية، أصبح العفن مصدر قلق صحي كبير. تقول مورغان: "لدينا جرذان ضخمة، والعفن بدأ ينتشر".

يحذر الخبراء من أن العفن ليس مجرد إزعاج بصري أو رائحة كريهة، بل قد يسبب مشكلات صحية خطيرة، خاصة للأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل الربو أو الحساسية.
وقال الأستاذ المشارك نيكولاس أوزبورن من جامعة كوينزلاند إن بعض أنواع العفن تُنتج سمومًا يُعتقد أنها تؤثر على الصحة، بينما قد تتسبب أنواع أخرى في ردود فعل تحسسية مثل حمى القش، وأضاف أن العفن قد يزيد من حدة أمراض مثل الربو والتهاب الأنف، حتى لو لم يكن هو المسبب الأساسي لها.

إرشادات لما بعد الفيضان

توصي وزارة الصحة في نيو ساوث ويلز بتجفيف المنزل بأسرع ما يمكن، وفتح النوافذ والأبواب لزيادة التهوية، واستخدام المراوح، وإزالة المياه الراكدة والمواد المتضررة.

ويجب تنظيف الأسطح بالماء الساخن والصابون، أو بمحلول مبيض، مع ارتداء ملابس واقية وقفازات.

كما تنصح وزارة الصحة في ولاية فيكتوريا بالتخلص من المواد التي لا يمكن تنظيفها جيدًا، مثل السجاد والأثاث والمراتب.
حتى من لم يتأثروا مباشرة بالفيضانات، قد يواجهون خطر العفن خلال فترات الرطوبة العالية، وفي حال ظهوره، ينبغي معالجة مصدر الرطوبة وتنظيف العفن لمنع عودته.

التأمين لا يغطي كل شيء

في معظم الحالات، لا يغطي التأمين المنزلي أضرار العفن، إلا إذا كان ناتجًا عن كارثة مؤمّن عليها مثل الفيضانات. لكن كيلي مورغان ترى أن هذا غير كافٍ.
قالت: "تأمين الفيضانات بحاجة لمراجعة. من يملك 70 ألف دولار سنويًا لتأمين عقاره؟".
A chart of how common mould is in Australian homes.
NSW residents appear to have the mouldiest homes according to a Compare the Market survey. Source: SBS
ومع تكرار الظواهر الجوية المتطرفة، يتزايد عدد المنازل المتضررة من العفن في أستراليا.

ففي استطلاع أُجري في أكتوبر 2024، أفاد 20.6% من سكان نيو ساوث ويلز بأنهم واجهوا مشكلة العفن خلال العام الماضي، مقارنة بمتوسط وطني بلغ 18.7%.
وبلغت نسبة المنازل المتأثرة بالرطوبة في الولاية 11.7%، مقابل 9.9% على المستوى الوطني.

كما كشف تقرير "المنازل والصحة والربو" لعام 2022 أن ثلث الأستراليين تقريبًا أبلغوا عن العفن في منازلهم خلال عام واحد.

وكان السكان الأصليون وسكان جزر مضيق توريس أكثر عرضة للإبلاغ عن العفن والرطوبة بمعدلات تصل إلى 6.5 أضعاف. كما كان المستأجرون أكثر عرضة للإبلاغ عن العفن بنسبة 1.9 مرة مقارنة بمالكي المنازل.

 للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Alexandra Koster, Alexandra Jones
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand