غودج، 31 عاماً، وصل إلى شاطئ بونداي الشهير في سيدني بعد ظهر أول أمس الإثنين، متقدماً بأربعة أيام عن الرقم القياسي السابق الذي سجله الأسترالي كريس تورنبول في عام 2023.
بهذا الإنجاز، دخل غودج رسمياً موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، ليضيف إلى رصيده الرياضي لقب "أسرع رجل يعبر أستراليا ركضاً".
إنجاز رياضي... ورسالة إنسانية
لم تكن هذه المغامرة مجرد تحدٍّ رياضي خارق، بل جاءت مدفوعة بعاطفة إنسانية عميقة. فقد كرّس غودج رحلته لتكريم والدته الراحلة، أماندا، التي توفيت عام 2018 بعد معاناة مع مرض السرطان، وهو ما دفعه لجمع التبرعات لصالح "مجلس السرطان الأسترالي" طيلة رحلته.
وعند وصوله إلى خط النهاية، تلقى باقة من الزهور وضعها على الشاطئ قائلاً:
"كانت والدتي أعز شخص في حياتي... فقدتها منذ سبع سنوات ونصف، وكل خطوة في هذه الرحلة كانت إهداءً لها"
رحلة فوق حدود التحمّل
انطلق غودج من شاطئ كوتلسلو في بيرث بتاريخ 15 نيسان/ أبريل، وظل يركض يوميًا من قبل شروق الشمس وحتى بعد مغيبها، في ظروف مناخية قاسية وبيئات طبيعية متنوعة. يقول عن الأيام الأولى:"أول تسعة أيام كانت الأصعب... لم أكن أستطيع النوم بسبب الألم. شعرت بآلام عميقة في العظام، والهلاوس كانت تزورني ليلًا نتيجة الإرهاق."
خلال الرحلة، فقد بعض أظافر قدميه، وأصيب أحد أصابعه بالتعفن، لكنه استمر رغم كل ذلك.

William Goodge ran from Cottesloe Beach in Western Australia to Bondi Beach in Sydney. Source: AAP / PR Image / William Goodge
دعم شعبي ورسمي
رافق غودج في المراحل الأخيرة من رحلته مئات العدّائين المحليين الذين شاركوه في آخر 5 إلى 10 كيلومترات، في مشهد احتفالي مؤثر يوثق التضامن المجتمعي والإعجاب الشعبي بإنجازه.
سيرة رياضي مميز
غودج ليس غريباً على التحديات الكبرى؛ فهو أيضاً أسرع عداء بريطاني يعبر الولايات المتحدة الأمريكية ركضاً. وقد استطاع تحويل أحزانه إلى طاقة إيجابية مكنته من تجاوز الحدود الجسدية والذهنية.
إن ما حققه ويليام غودج ليس مجرد رقم قياسي، بل قصة إنسانية تلهم الملايين، وتؤكد أن الإرادة البشرية قادرة على تخطي أقسى الظروف حين تقترن بهدف نبيل وشغف لا ينطفئ.