أما على المستوى الرسمي فأطلقت عليه المكلة الأم عند إنشاءه بأنه إحدى عجائب الزمان. وبغض النظر عن التسميات المتعددة التي أطلقت على الجسر إلا أنه بلا منازع من أبرز المعالم الأسترالية والتي اشتهر على مستوى العالم منذ بناءه منذ ٨٥ عاماً ويعد أعرض وأكبر جسر مصنوع من الفولاذ الصلب في العالم و يرتفع الجسر عن الخليج بحوالي 134 متر
- لمحة تاريخية عن الجسر –
في عام 1815 فكر المهندس المعماري Francis Greenway والذي كان يعمل انذاك في دائرة حكومية في نيوساوث ويلز بطريقة تربط بين شمال و جنوب مدينة سيدني، ولم تر هذه الفكرة النور إلا عام 1900 عندما طرحت حكومة ولاية نيوساوث ويلز عطاءات لبناء الجسر فوق الخليج.
وبالفعل بدأ بناء الجسر عام 1924 وعمل على بناءه 1400 عامل لمدة 8 سنوات بقيمة وصلت إلى 4 ملايين دولار، كما تم استخدام في بناءه حوالي 53 ألف طن من الفولاذ و 6 ملايين مسمار.
كان أجر العامل الواحد لا يتجاوز 4 جنيهات استرلينية في الأسبوع وذلك تحديداً خلال فترة الازمات الاقتصادية التي مر بها العالم وسميت بفترة Great Depression
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة إلا أن الجسر أعال أكثر من 200 عائلة بسبب عمليات البناء في الوقت الذي كانت تعاني فيه الالاف العائلات الأخرى.
أما بالنسبة لظروف العمل فلم تكن بالسهلة حيث لم تتوفر المرافق الضرورية لخدمة العمال، حيث نشرت المكتبة الوطنية في نيوساوث ويلز العام الماضي عدة مقاطع صوتية وصل عددها إلى 13 ألف مقطعاً يروي كل منها تفاصيل بناء الجسر.
حيث يروي أحد العاملين في المكتبة قصة اختيار الجسر ويقول "لقد أخذت النقاشات الدائرة حول بناء الجسر وشكله أكثر من ١٠٠ عام وكان الجدل الدائر حول بناء جسر أم نفق؟"
وعندما بالفعل تم الاتفاق على بناء الجسر لم تكن ظروف السلامة والأمان في العمل كما هي الان ما أدى إلى وفاة ١٤ شخصاً خلال البناء. كما وتم رصد بعض العمال يتنقلون من جهة إلى أخرى عبر تسلق الجبس او استخدام سلالم خطرة.
وتم افتتاح الجسر رسمياً في 19 أذار مارس لعام 1932.
أما الان فيحتوي الجسر على 8 مسارب للسيارات في الاتجاهين ولكن عندما تم بناءه كان يحتوي على مسربين فقط.
بالطبع لمن يزور سيدني لأول مرة يشعر بالرغبة العارمة بتسلق الجسر والتمتع بمنظر الهاربور والمدينة من أعلى الجسر، ولكن الامر لم يكن مسموحاً لغاية العام 1998 حيث أصبح هناك رحلات منظمة يومية من مجموعة مكونة من 12 وتخرج كل 10 دقائق
وإليكم بعض المعلومات السريعة عن الجسر
1- قمة الجسر ارتفعت وانخفضت بحوالي 180 ملم بسبب التغيرات الجوية
2- في عام 1932 تم وضع 96 قاطرة تعمل بالبخار على الجسر للتأكد من جهوزيته لحمل الاوزان
3- كانت تكلفة مرور الراكب على فرسه 3 بنسات و السيارة 6 بنسات
4- عام 1932 كان معدل السيارات التي تمر فوق الجسر حوالي 11 ألف سيارة اما اليوم حوالي 180 ألف سيارة يومياً.
5- تم بناء نفق ال Harbour المعروف باسم Sydney Harbour Tunnel عام 1992 للتخفيف من مشكلة أزمة السير على الجسر، يصل طوله إلى 2.3 كلم بتكلفة 554 مليون دولار وتمر فيه 90 ألف سيارة يومياً.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.