تشهد مدينة غولد كوست فعاليات مؤتمر Gartner IT Symposium/Xpo حيث اجتمع قادة التكنولوجيا وصنّاع القرار لمناقشة مستقبل التقنية وتحويل الذكاء الاصطناعي إلى قيمة ملموسة في حياتنا اليومية
ويضع المؤتمر صانعي القرار أمام الاسئلة الثقيلة : حول مستقبل التقنية ودورها في حياتنا اليومية وكيف نحوّل الذكاء الاصطناعي إلى قيمة ملموسة؟
وابرز المحاور الرئيسة في المؤتمر هو إنترنت الأشياء، حيث تدخل الأجهزة المتصلة إلى تفاصيل منازلنا وأعمالنا ، لتجعل كل شيء مترابطا وذكيا ، فيما سيبحث المحور الثاني الحوسبة السحابية، التي غيّرت جذريا طريقة تخزين وتشغيل البيانات، ولكن مع تحديات تتعلق بالسيادة والأمن ، أما المحور الثالث فهو الذكاء الاصطناعي، الذي صار حاضرا في كل قطاع، من الصحة إلى التعليم إلى الأمن، ولكن مع أسئلة صعبة عن حدوده وأخلاقياته.
صلاح الربيعي : الكومبيوتر السحابي بات العمود الفقري للبنية الرقمية الحديثة
وذكر الخبير في تكنولوجيا المعلومات صلاح الربيعي، والمشارك في المؤتمر، أن الكمبيوتر السحابي بات العمود الفقري للبنية الرقمية الحديثة، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى كميات هائلة من البيانات لا يمكن معالجتها إلا عبر الحوسبة السحابية.
ومضى إلى القول إن إنترنت الأشياء يربط مئات الملايين من الأجهزة بالشبكات، من البيوت الذكية إلى الساعات والنظارات وأجهزة الاستشعار.
صلاح الربيعي: الذكاء الاصطناعي سيغطي 25 بالمائة من الأرشفة خلال خمس سنوات
وأكد الربيعي أن "الذكاء الاصطناعي سيغطي نحو ربع عمليات الأرشفة والتصنيف خلال خمس سنوات"، لكنه لفت إلى أن 75 بالمائة من هذه العمليات ستظل هجينة تعتمد على إشراف الإنسان.
ويرى خبراء التكنلوجيا ان الذكاء الاصطناعي قادر على مضاعفة الإنتاجية وتوفير حلول مبتكرة، لكنه في الوقت نفسه يثير مخاوف من سوء الاستخدام، مثل التزييف العميق أو حتى تصنيع أسلحة عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأضاف الربيعي أن "المخاطر تكمن في التزييف العميق وانتهاك الخصوصية، محذراً من أن "بعض ممارسات سوء الاستخدام قد تصل إلى مستوى الجريمة".
وأشار إلى أن "وظائف المستقبل ستتركز على الأمن السيبراني، البيانات، وهندسة المنصات"، مبينا أنه على الشباب العرب في أستراليا التفكير بجدية في دمج التكنولوجيا في أعمالهم.
وخلص إلى القول إن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الوظائف بالكامل، بل سيعيد توزيع المهام داخل الفرق ويخلق فرصاً جديدة.
وختم الربيعي بالقول إن التحدي أمام المؤسسات لا يقتصر على مواكبة التطور التكنولوجي، بل يتعداه إلى تدريب الموظفين وتأهيلهم لمواجهة سوق عمل يتغير بسرعة غير مسبوقة.
وتكمن اهمية المؤتمر الذي يشهد حضور أسماء عالمية كبرى مثل أمازون ويب سيرفِسز، وغوغل كلاود، وآي بي إم، وغيرها، في أنه يطرح وصفات عملية تساعد المؤسسات على اجتياز الاضطرابات التقنية المتسارعة ويمنح المساحات لبناء شراكات سريعة الأثر ، وكيف يتم تأمين البيانات وصون الأخلاقيات في عالم تتسارع فيه قدرة أدوات الذكاء التوليدي