تسببت الآثار المستمرة لوباء كورونا في حدوث اضطراب كبير للعديد من الأستراليين، وقد يكون أثر على العمل أو الحياة الأسرية أو الخطط الأخرى. ومع الوضع الذي تمر به عدة ولايات من فرض لقيود الاغلاق تتطور الأشياء باستمرار أو تظل غير مؤكدة. ويشعر الكثير من الناس أيضًا بالإرهاق من الأخبار المستمرة وكمية المعلومات حول الوباء مما يجعل مراعاة الصحة النفسية خلال هذا الوقت من التغيير وعدم اليقين تحديًا مستمرًا.
ومع وجود أكثر من نصف الأستراليين تحت قيود الاغلاق المستمر ومع تغير ظروف المعيشة الطبيعية لملايين الأشخاص وطول فترة الاغلاقات في سيدني وملبورن وتمدده إلى مناطق أخرى في العاصمة كانبرا وكوينزلاند، يعترف المهتمون بالشأن الصحي بالتأثيرات السلبية على الصحة النفسية لهذه القيود.
وقالت نائبة كبير المسؤولين الصحيين للصحة النفسية الدكتورة Ruth Vine هذا الاسبوع إن الكثيرين عانوا من فقدان الوظائف وسبل العيش والتعليم في المنزل وفقدان مناسبات مهمة مثل عدم حضور الجنازات أو الزفاف أو التخرج، وغير ذلك.
وأعلنت الحكومة عن مزيد من الدعم المالي لخدمات الصحة النفسية حول البلاد، تقديرا لأهمية هذه الأزمة وضرورة معالجة أي تدهور نفسي.
وفي لقاء مع SBS Arabic24 تقدم أخصائية الطب الطبيعي وعلم النفس السيدة غادة السمعاني نصائح عملية تساعدنا في تحمل مشاق هذه المرحلة والخروج منها سالمين.
الإبقاء على نظرة إيجابية لأن هناك ضوء في نهاية النفق
تقول أخصائية الطب الطبيعي والعلاج النفسي السيدة غادة السماني إن الوضع صعب وطالت مدته "لكن العالم العربي مر بظروف صعبة وعشنا مأساة ولدينا كشعب القدرة على التأقلم مع الأوضاع". ويجب الإبقاء على نظرة إيجابية لأن "لا شيء يدوم وهذا الشيء سينتهي".
وتقول السمعاني إن الشعور بالحزن والقلق طبيعي في هذه الظروف، لكن لدينا خياران إما أن نغذي هذا الحزن وهذا القلق وإما أن نلهي فكرنا عن الظروف بأعمال وأفكار تبعدنا عن الواقع الصعب.

Source: Pixabay
البدء بنشاطات مؤجلة أو محببة
وتقول السمعاني إنه من الأفضل التفكير والقيام بالفعل بمشروع كان مؤجلا مثل أن نتعلم الموسيقى أو نقرأ كتابا أو البدء بمشروع معين، حيث يكون هناك هدف نعمل على تحقيقه.
الرياضة: اليوغا والمشي
ممارسة رياضة المشي هي من الأمور المسموح القيام بها في ظل إجراءات الإغلاق وأوامر عدم مغادرة المنزل. ولهذا تقول السيدة غادة السمعاني: "امشوا عدة مرات باليوم، اذهبوا مع شخص مختلف كل مرة، وأصبحنا الآن نرى عددا كبيرا من الأشخاص يمارسون رياضة المشي في الضواحي والناس أصبحوا أكثر لطفا فنرى الذين يمشون يحييون بعضهم بعضا. يمكن أيضا الاطمئنان عن الجيران والتحدث معهم، مع الإبقاء على شروط التباعد الجسدي وارتداء الكمامة كما هو مفروض".
وتذكر السيدة غادة السمعاني أيضا ممارسة اليوغا وتقول إنها نوع مساعد في الاسترخاء، لكن المشي في الهواء الطلق يبقى الأفضل لعدة أسباب.
"اللون الأخضر واللون الأزرق يساعدان على الاسترخاء وإذا كان ممكنا المشي على العشب الأخضر فهذا يعطي طاقة إيجابية تُستمد من الأرض، كما ويمكن السير على الرمل وعلى الشاطئ إذا كان ذلك بضمن الخمسة كيلومترات المسموح بها".
الصحة والطعام
يذكر كثير من الأشخاص أنهم قد لجأوا إلى الاكثار من الطعام في ظل قيود الإغلاق والضغوط النفسية. لكن غادة السمعاني تنصح بأن يكون الطعام صحيا.
"الأكل يكون أحيانا متنفسا في حالة الانزعاج والقلق لكن يجب ان يكون الطعام صحيا، ويجب التأكد من تعقيم الخضروات بالماء والملح للقضاء على أي فيروس.
والتركيز على السوائل والشوربة مثلا والابتعاد عن الطعام السكري لأن السكر يغذي الفيروس
متابعة الأخبار
مع دورة الأخبار على مدار 24 ساعة وتسابق القنوات على بث الأخبار يصبح من الصعب تجنب متابعة الاخبار على مدار الساعة، لكن غادة السمعاني تنصح بعدم متابعة الأخبار دائما والاكتفاء بمراجعة آخر المستجدات في آخر اليوم.
تزيين المنزل بالزهور واستخدام العطور

Source: I Riman
وتنصح غادة السمعاني بأن يقوم الشخص بكل ما يحبه من استخدام للبخور والعطور أو الطهي وتشدد على أهمية إدخال الهواء النقي وأشعة الشمس إلى المنزل، لأن "الشمس تقتل الفيروس ويمكن استخدام البخور وعطور مثل الخزامى لكن يجب الابتعاد عن أي روائح قد تثير ذكريات أليمة".
الأطفال ومعرفة الحقيقة
وتقول السيدة غادة السمعاني أنه من الأفضل عدم إخفاء الحقيقة عن الأطفال لجهة أسباب الإغلاق وخسارة الأنشطة المعتادة مثل الذهاب إلى المدرسة أو إيقاف النشاطات الرياضية الأسبوعية لأنه من المهم أن يدرك الطفل لماذا تغيرت حياته، كما أن الطفل يتأقلم مع الواقع وليس من المفضل أن نعيشه في "غابة من الأحلام".
ومن جهتها قالت نائبة كبير المسؤولين الصحيين للصحة النفسية الدكتورة Ruth Vine:"لقد شهدنا زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يحصلون على دعم الصحة العقلية من خلال خطوط المساعدة ، بالإضافة إلى حضورهم لأقسام الطوارئ في المستشفيات والخدمات الصحية. بما في ذلك عيادات أطباء الصحة العامة وعلماء النفس والأطباء النفسيين.
"للأسف، كانت هناك أيضًا زيادة خاصة لدى الأشخاص الأصغر سنًا الذين يعانون من الضيق، وهو أمر تفاقم بمشاعر العجز والعزلة".
وتابعت تقول: " تقديراً لتأثيرات الإغلاق في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا على الصحة العقلية، ستنشئ الحكومة الأسترالية بسرعة 10 مواقع دعم للصحة العقلية ضمن برنامج Head to Health للمناطق التي تواجه قيودًا ممدة لـ COVID-19 داخل وحول سيدني الكبرى ، كما وسيتم تمديد عمل 12 عيادة على الأقل في فيكتوريا حتى 30 يونيو 2022.
وعلى نطاق أوسع واستجابةً للوباء ، خصصت الحكومة الأسترالية أكثر من 500 مليون دولار كتمويل مباشر منذ مارس 2020 لمعالجة آثار الصحة العقلية.
وقد عزز هذا من قدرة المنظمات مثل Beyond Blue و Lifeline و Kids Helpline و Butterfly Foundation ، فضلاً عن خدمات الصحة العقلية للمجموعات الضعيفة مثل الأستراليين الأكبر سنًا والسكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس.
كما تم مضاعفة عدد جلسات العلاج النفسي المدعومة من Medicare للأشخاص الذين لديهم خطة رعاية صحية نفسية mental health care plan والتي يمكن الوصول إليها في إطار مبادرة Better Access.
وقد ساعدت المعاينات عن بعد Telehealth الوصول الى هذه الخدمات أكثر سهولة - ولا يزال الطلب عليها مرتفعًا.
Beyond Blue (1300 224 636), Lifeline (13 11 14), Kids Helpline (1800 551 800), Butterfly Foundation (1800 334 673)



