في رحلة الهجرة هناك نقاط تحول حاسمة تُغير مسار حياتك نحو الأفضل، وهذا ما حصل مع المهاجرة الأسترالية العراقية الأستاذة بُشرى فرانسيس التي وصلت إلى ملبورن مع عائلتها الصغيرة إلى ملبورن عام 1995.
عن مشاعرها في اليوم الأول حيث حطت قدماها مطار ملبورن بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، قالت بشرى لأس بي أس عربي14:" كانت سعادتي غامرة برؤية والدتي وأخوي الإثنين اللذين لم أرهما منذ زمن".
النقاط الرئيسية:
- والدها قُتل عام 1982 على يد الحكومة العراقية وترك ثلاثة أطفال تولت والدتها رعايتهم فكانت الأم البطل التي لعبت كل الأدوار في حياتها لأولادها.
- أنجزت كثيرًا في مسار حياتها بإدارة الوقت، فهي أمٌ لبناتٍ ثلاث، وكانت تعمل في إحدى الشركات وتدرس في الجامعة وتمارس هواية الرسم في الوقت نفسه.
- التعليم بقي هاجسًا وطموحا لها، لذلك أنشأت مؤسستها التعليمية الاستشارية Endeavour education Consulting.
بُشرى فرنسيس عراقية من بلدة عنكاوا، التي تقع شمال غرب مدينة أربيل شمالي العراق. هاجر أخوها العراق أوائل التسعينيات بعد الانتفاضة هناك، ثم لحقته والدته مع أخيها الصغير. وبقيت هي مع زوجها وطفلتها الصغيرة في العراق في ذلك الوقت، حتى قررت اللحاق بوالدتها وأخويها متجهين نحو أستراليا لبدء حياة جديدة.
وصفت الأستاذة بُشرى فرانسيس أيام الهجرة الأولى بأنها "كانت أياماً مُفعمة بالفرح بِلَمِ شمل العائلة".

بُشرى فرنسيس Source: Bushra Francis
وأضافت: "لكن بعد أن بدأ مسار الحياة يأخذنا في ملبورن، كان لا بد أن أعمل؛ فأنا لا أرغب أن أبقى بدون عمل، أو أن أعيش على مساعدات الحكومة".
تخرجت بُشرى من الجامعة في العراق بتخصص التربية الرياضية؛ لأن معدلها في ذلك الحين فرض عليها هذا التخصص، رغم حلمها بأن تعمل في الصحافة أو الشرطة.
بعد وصولها إلى أستراليا، كان من الصعب إيجاد عمل بتخصصها.
بدأت بدراسة اللغة الإنجليزية، ثم عملت في إحدى شركات السيارات، لكن ذلك لم يكن طموحها نحو بناء المستقبل، فاستثمرت حبها الأكاديمي بدراسة التعليم في جامعة فيكتوريا لتحصل على درجة البكالوريوس في التعليم. ثم لتكمل مسارها الأكاديمي بالحصول على درجة الماجستير. ومارست مهنة التدريس الثانوي لمدة 14 عاماً.
تقول بشرى: "أنا من أنصار أن يكون للشخص أهداف قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى، لذلك كان هدفي القصير بناء ذاتي ماديًا وتعليمياً".
وتضيف:" لقد أنجزت كثيرًا في مسار حياتي عبر استراتيجية إدارة الوقت؛ فقد كنت أُمًا لثلاث بنات وأعمل مُدرسة بدوام كام، وأذهب للجامعة لدراسة الماجستير بدوام كامل، ولدي أعباء منزلية مختلفة. لكنني بالصبر والتحمل، حققت ما أريد. فلسفتي أن أبذل جهدي لتحقيق ما أطمح إليه".

بُشرى فرانسيس مع العائلة Source: Bushra Francis
بُشرى تعشق الرسم وعن ذلك تقول:" كنت أقتنص الوقت لأمارس الرسم، إنه جزء من حياتي، فهو كالغذاء بالنسبة لي".
التعليم بقي هاجسًا وطموحًا لها، لذلك أسست مؤسستها التعليمية الاستشارية Endeavour education Consulting.
عن تلك المؤسسة تقول:" أصبحت متخصصة في هذا المجال، وفكرت بهذا المشروع لمساعدة الطلبة المحليين والدوليين. وركزت الاهتمام حاليًا على اللاجئين، فنحن نساعدهم على اختيار ما يناسبهم من تخصصات وفقًا لحاجات سوق العمل الأسترالي. لذلك نحن نقدم لهم استشاراتنا على طبق من ذهب".
عن والدتها النموذج للمرأة المكافحة الصابرة تقول:" والدي قُتل عام 1982 على يد الحكومة العراقية في ذلك الوقت، وكُنا ثلاثة أطفال، تولت والدتي رعايتنا، فكانت بالنسبة لي الأم البطل. لأنها قامت بمقام الأم والأب والأخت والصديقة، لعبت كل الأدوار في حياتها لأولادها".

بشرى فرانسيس Source: Bushra Francis
وتضيف: "كانت والدتي تعمل بمهنتين لتعيلنا، فقد عملت كخياطة ماهرة وأيضًا في إحدى المستشفيات، فكانت مثلي الأعلى، ويُضرب بها المَثل في بلدة عنكاوا لصبرها وكفاحها".
كانت والدتي تردد باللهجة العراقية: "الله عوضني بيكم" وهي ترى إنجازاتنا.
وعن الجالية العراقية في التسعينات والآن، قالت بُشرى:" كانت تعد على الأصابع، لكن الآن كبر عددها وبقيت تُحافظ على العادات الجميلة في بلدنا الأم".

بشرى فرانسيس مع والدتها Source: Bushra Francis
وعن المهاجرين من الجيل الحالي والقديم توضح: "الجيل الجديد يفكر بالماديات وتركيزهم على العمل السريع للحصول على المال، بينما في جيلنا كان التعليم هدفنا الأول".
وعن خلاصة رحلة كفاحها ووالدتها، تنصح فتيات الجيل الثاني من الجالية بأن يأخذن مزيجًا من أفضل ما في الثقافتين العربية والأسترالية، واستغلال الفرص المتاحة في استراليا لتحقيق الطموح والأهداف".
للاستماع لقصة هجرة المهاجرة الأسترالية العراقية بشرى فرنسيس، يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.





