سيقدم نائب الوطنيين جورج كريستنسن استقالته، من منصبه كرئيس اللجنة البرلمانية للتجارة والإستثمار، رسميا عند عودة البرلمان في شباط فبراير المقبل.
وأتت استقالة كريستنسن والتي قال إنها تمخضت عن قرار شخصي، عقب جدل أثارته تصريحاته المناهضة للقاح الأطفال، بحيث دعا الأهالي الى الإحجام عن تلقيح أطفالهم، في منشور له عبر البودكاست الخاص به وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأحدث هذا المنشور موجة من ردود الفعل في أستراليا، كما عرّض كريستنسن لانتقادات حادة اللهجة، كان أبرزها على لسان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الذي قال للأستراليين أمام الصحافة في كانبيرا: "لا تستمعوا إلى جورج كريستنسن فهو ليس طبيبا، ولا يمكنه نصحكم بشأن اللقاحات، مسموح له التحدث عن رأيه الشخصي، لكن لا ينبغي أن يستمع إليه الأستراليون".
وكان رئيس الوزراء قد وصف تعليقات كريستنسن بال"خطيرة" مشددا على انها لا تعكس وجهة نظر الحكومة لا من بعيد ولا من قريب.
هذا وتشجع السلطات الصحية على التطعیم، ومنذ سنوات طويلة توفر الحكومة الفدرالية اللقاحات التقليدية مجانا للأستراليين وتعتبرها شرطا أساسيا لتسجيل الأولاد في المدارس، باعتبارها وسیلة بسیطة وآمنة وفعالة لحمایة الأطفال من الأمراض الضارة التي یمكن أن تسبب مشاكل صحیة خطیرة.

Children aged 5-11 in Australia can now get vaccinated against Covid19. Source: Dina Kerr
وتشير الأرقام التي تستند عليها الحكومة والسلطات الصحية، الى ان التحصین يحافظ على حياة الاطفال ويساعدهم على البقاء بصحة جیدة ویحمي المجتمع من خلال الحد من انتشار الأمراض.
السيدة دينا كرّ هي أم لولدين ومشجعة للقاحات، حصل ابنها نوح وعمره 6 سنوات على لقاح كورونا منذ أيام قليلة، وهي تنتظر بلوغ ابنتها Heidiخمس سنوات من العمر لتعطيها اللقاح أيضا.
والجدير بالذكر انه وخلال زيارة المستشفى الملكي للأطفال في ملبورن لمراجعة روتينية، اختير نوح لتعرض صورته كPoster ضمن حملة ترويجية هادفة لتشجيع الأهالي على تلقيح أطفالهم.
وأعربت دينا في لقاء لها مع أس بي أس عربي24، عن ارتياحها وأتطمئنانها والراحة النفسية التي تشعر بها بعد أن أخذ ابنها اللقاح والذي لم تظهر عليه أية أعراض جانبية.
وقالت دينا: "نحن أخذنا نفس اللقاح ونعرف انه سيحمي أولادنا من تداعيات فيروس سريع الإنتشار."
ومن الدوافع الهامة التي ساعدت دينا على اتخاذ قرار تلقيح أطفالها دون تردد، دافع حماية الأطفال المرضى القابعين في المستشفيات والتي يزور إحداها نوح بشكل دوري.
وشكلت الحالة الصحية لنوح دافعا إضافيا الأ ان دينا تقول أنها كانت ستعطيه اللقاح بكل الأحوال.
وتعليقا على ما قاله نائب الوطنيين جورج كريستنسن ونظرته المناهضة لتلقيح الأطفال ضد كورونا، اعتبرت ما نشره النائب أنه "تحريض لا تصريح" وشجعت الجميع على طلبا لمعلومات الصحيحة في الموضع الصحيح ومن ذوي الخبرات الصحية وذوي الإختصتصات الطبية الرسمية كأطباء العائلة والممرضين والممرضات المعتمدين.
ونصحت دينا بطرح التساؤلات على الأطباء العامين موضع الثقة، لإيجاد الأجوبة والمعلومات الصحيحة والسليمة لأن المسألة جدية: "حضرنا جلسات توعوية معلوماتية، أجاب خلالها الأطباء على تساؤلات الأهالي حول موضوع تلقيح أطفالهم وشرحوا لنا أمورا كثيرة من بينها أن الجرعة التي تمنح للأطفال هي جرعة مخففة فشعرنا بالإطمئنان واكتفينا بالمعلومات وحسمنا القرار بتطعيم ولدينا."
وكان الدكتور أرسلان هرمز وهو طبيب الطوارئ في مستشفى Campbelltown في سيدني، أشار في حديث له مع أس بي أس عربي 24، الى أن جرعة الأطفال توازي ثلث جرعة البلغين كما أشار أيضا الى أرقام إيجابية بخصوص تطعيم الأطفال فلم تحدث أي وفيات نتيجة اللقاح بعد تطعيم 9 ملايين جرعة أعطيت للأطفال، واقتصرت الأعراض الجانبية على الإحمرار الموضعي وحرارة مرتفعة لبضعة أيام ولم تتخطى حالات الأستشفاء ال1 بالمليون.