تعد أستراليا عاصمة المقامرة في العالم، حيث يخسر الأستراليون 24 مليار دولار سنويا في أنشطة المقامرة المختلفة.
ووجدت الدراسات القليلة التي أجريت حول المقامرين إن المهاجرين أكثر عرضة لإدمان القمار بسبب صعوبة تجارب الاستقرار ونقص الأنشطة البديلة المناسبة ثقافيًا، والتي يسهل الوصول إليها.
السيد سركيس الطرّاف هو واحد ممن وقعوا في فخ إدمان القمار، وتحدث مع أس بي أس عربي24 عن الأسباب التي دفعته لإدمان المقامرة، حيث قال: "عندما يشعر الإنسان بفقدان الحب، وإن حياته يشوبها احساس بنقصان العاطفة، فإنه يلجأ لجذب الانتباه بسبب حاجته إلى العناية والإهتمام."
وأضاف أن الإنسان أحيانا يفعل ذلك بشكل خاطئ، فيلحق الضرر بنفسه من أجل أن يبرهن على حاجته إلى الاهتمام.
لكن من يعاني من الإدمان لا يلحق الضرر بنفسه فقط كما يقول طراف: "العائلة تضررت بشكل كبير، وتحولت أجواء البيت إلى شجار دائم، وهذا قد يدفع المدمن إلى التفكير بإلحاق الأذى بنفسه وحتى الانتحار."
وقال سركيس "القمار يجعلك محتالا ويمنعك من جنى حصاد تعبك."
وجاءت ولادة ابنته لتحمل معها أمل في التخلص من قبضة المقامرة، حيث يصف المشهد قائلا إن اللحظة التي حمل فيها طفله، جعلته يتأمل حاله ويتساءل كيف سيربي ابنه على الفضائل، وينصحة ألا يقع في فخ المقامرة وهو نفسه يمارسها.
قرر سركيس الطراف فتح صفحة جديدة مع نفسه وعائلته ومجتمعه، وبالفعل منذ 13 عاما وهو متعاف من الإدمان على المقامرة، وعاد عضوا فاعلا في مجتمعه ومحيطه، وأعاد الثقة التي تزعزعت مع الأشخاص المحيطين به.
وقال سركيس إن رحلته علمته أمرين: الأول أن المقامرة ليست نشاطا للتسلية: "إن أردت التسلية، اجتمع بأصدقائك حول حفل عشاء وشواء، أو اخرجوا للتنزه في الحديقة." الأمر الثاني هو ضرورة إحاطة الأشخاص المحيطين بنا بالحب والاهتمام لأن الكثير من المشاكل تأتي من نقصان الحب أو الوحدة أو الشعور بالعزلة وعدم القبول.
وقال سركيس الطراف إن الآن "حياته تغيرت إلى الأفضل، وأقل الأمور أني الآن أحافظ على دخلي وأتمكن أن توفير متطلبات زوجتي وابنتي ومستلزمات بيتي." ولكن الأهم من كل ذلك أنه يشعر الآن بالسعادة والحب والراحة التي لطلما حلم بها.