دراسة جديدة تكشف النقاب عن عوامل تؤدي إلى قتل النساء في أستراليا

Domestic violence, women, children, safety, domestic assault,

The funeral for Hannah Clarke and her three children Aaliyah, Laianah and Trey, murdered in a domestic violence incident, Feb 19, 2020. Source: AAP Image/Dan Peled

كشفت دراسة جديدة شارك فيها مئات من المدانين بجرائم قتل أن الرجال الذين يقدمون على قتل شريكاتهم لديهم عوامل مشتركة مع المدانين بارتكاب جرائم قتل أخرى.


حطمت دراسة جديدة معتقدًا شائعًا عن الرجال العنيفين وأشارت إلى أن أستراليا بحاجة إلى إعادة تفكير عاجلة حول أفضل السبل لإنقاذ الأرواح.

كشفت دراسة جديدة تم نشرها في الدورية العالمية Homicide Studies وشارك فيها مئات من المدانين بجرائم قتل أن الرجال الذين يقدمون على قتل شريكاتهم لديهم عوامل مشتركة مع المدانين بارتكاب جرائم قتل أخرى. مما يشير إلى أن هناك ثغرة في معرفة الأسباب التي تدفع الرجال للقتل، وتجاهل لإشارات إنذار التي من شأنها أن تنقذ حياة أستراليين كثر.

ومن هذه العوامل، التنشئة السيئة، والتعرض لتجارب قاسية في الطفولة، بالإضافة إلى أوضاع اجتماعية واقتصادية مختلفة مثل عدم التعليم.

هذه النتائج فاجأت الباحثين، وغيرهم ممن يعملون في حقل مناهضة العنف ضد النساء، الذين طالما اعتبروا ان هذا النوع من العنف، تعود أسبابُه إلى المجتمع الذكوري الذي يعطي للرجل سلطة على المرأة، أو ما يعرف بالإنجليزية  بالأسباب الجندرية.

 وتتفق المستشارة في العلاقات الأسرية وحل النزاعات رند فايد مع نتائج هذه الدراسة، وتقول "هناك فعلا عوامل كثيرة أكثر مما كنا نتخيله من العوامل التي تؤدي إلى ارتكاب الرجل لجريمة قتل شريكته، والعوامل هذه لا تقتصر فقط على مفهوم القوة والسيطرة". 

وتضيف رند فايد: "إذا عرفنا أن أكبر مسبب للموت في الفئة العمرية بين 15 و45 هو  الانتحار ندرك أن هناك معاناة نفسية كبرى، وأنهم لا يجدون لها علاج." 

 وتقول رند فايد إنها وخلال عملها ترى العديد من حالات الخلاف بين الزوجين، لكن الذين يتوصلون لنتائج إيجابية في إصلاح الخلاف هم الأشخاص الذين يمتلكون النية لإصلاح العلاقة. 

وتضيف بأنه بالإضافة إلى وجود النية، يجب أن يتقدموا بطلب المساعدة من أشخاص مختصين ومحايدين يستطيعون التوسط بين الطرفين، والأمر الثالث هو الابتعاد عن الأنانية والتفكير بمصلحة الأطفال. 

وقالت الدراسة إن واضعي البرامج والسياسات الهادفة لمواجهة العنف الأسري، يركزون كثيرا على سلوكيات وظروف قد لا تكون الأهم لمنع العنف.

وكان الاعتقاد السائد أن الرجال الذين يقتلون شريكاتهم إنما يقومون بذلك بسبب عوامل جندرية مثل "القوة والسيطرة" و "الشعور بالاستحقاق".

وتقول رند فايد في حديث مع SBS Arabic24: "كانت طريقة التعاطي مع هذا الموضوع تركز على الضحية، ندعم الضحية بتوفير لها بدائل، لكن في الفترة الأخيرة أدركنا أننا نحتاج إلى العمل مع الجاني، نفهم سلوكه وتصرفاته. يجب العمل مع الشباب لمنع العلاقات المسممة"

وقالت الكاتبة المشاركة في التقرير، الدكتورة Samara McPhedran ، إن العوامل الاجتماعية والاقتصادية، والتنشئة والتعليم لعبت دورًا كبيرًا بنفس القدر - وغالبًا ما كان يتم تجاهلها.

الدراسة - المصممة للوصول إلى لب وباء العنف المنزلي المروع في أستراليا والذي يؤدي إلى مقتل امرأة على يد شريكها كل أسبوع – استخدمت بيانات مبنية على مقابلات أجريت مع أكثر من 250 رجلاً أدينوا بالقتل أو القتل العمد.

وقالت الدكتور McPhedran إن التجارب المؤلمة في الطفولة ، بما في ذلك سوء المعاملة والإهمال ونقص التعليم والاختلافات الاجتماعية والاقتصادية كانت بارزة بنفس القدر بين الرجال الذين أدينوا بجرائم قتل أشخاص آخرين وأولئك الذين أدينوا بقتل شريكاتهم.

"من المعلوم جدا، أن كل هذه العوامل تسهم في جرائم القتل، وقد ظهرت أيضا في جرائم قتل الشريكة".

وقالت إن النقاش الدائر حول قتل الرجل لشريكته أصبح يركز كثيرا على أمور مثل "السيطرة القسرية"، وهذا مهم برأيها لأن "السيطرة القسرية" هي جزء من ذلك، لكن لا يجب استبعاد العوامل الأخرى.

وقالت إن نتائج الدراسة جاءت مفاجئة جدا للباحثين، خاصة فيما يتعلق بالمواقف المتشابهة بين المجموعات المختلفة من الرجال الذين شاركوا فيها. وقالت إن هذه النتائج يجب أن تدفع لإعادة النظر ببرامج التوعية بشكل عاجل.  

وقالت إنه يجب التركيز الآن على الحد من العنف أو منع جرائم القتل ضد النساء، لأن هناك احتمالا خطيرا بأن تكون هناك أرواح أزهقت وكان من الممكن منع ذلك.

وتنصح رند فايد أهل الشريكين بأن يكونوا منصفين ومحايدين في حال طلب أحد طرفي العلاقة المساعدة منهم. 

"المشكلة أن إذا تدخل الأهل فمن الطبيعي أن يأخذوا جانب ابنهم أو ابنتهم وهذا ما يفاقم المشكلة وبهذه الحالة إذا شعر الأهل بعدم القدرة على حل النزاع بشكل محايد فالأفضل ألا يتدخلوا وأن يقوموا بتحويل الشريكين إلى مختصين".

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.

 


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand