شهد استراليا تطورات متسارعة في الملف الفلسطيني خلال الايام القليلة الماضية، فبالامس اعتقلت شرطة ولاية فيكتوريا ستة أشخاص خلال مواجهات متوترة في ملبورن خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين واخرى مؤيدة للاسرائيليين لإسرائيل خارج برلمان الولاية على بعد ظهر يوم الأحد.
هذا وقد وزّعت الشرطة اوامر بالاخلاء للطلاب الجامعيين المؤيديين للفلسطينيين والمعتصمين باحد مباني جامعة ملبورن بعد انتهاء المهلة التي منحتها لهم الجامعة.
عن هذه التطورات تحدثنا بداية الى الناشطة الفلسطينية الاسترالية رولا خلفاوي وسألناها بداية عما اذا كانت التظاهرات المطالبة بوقف اطلاق النار في غزة مازالت سلمية رغم زيادة التوتر والتصعيد فقالت "التظاهرات سلمية بشعارات سلمية وبمطالب حقوقية عادلة"
واعتبرت خلفاوي ان هناك تحريضا ضد اي شعار او رمز فلسطيني يتم رفعه في التظاهراتمعتبرة ان شعار "من النهر الى البحر فلسطين ستكون حرة يهدف الى اقامة دولة واحدة يتساوى فيها الفلسطينيون والاسرائيليون قائلة
"في الوقت الذي قُتل فيه 15 الف طفل فلسطيني بدم بارد نرى الحكومة الاسترالية مهتمة بإدانة شعار سلمي"
على صعيد اخر، اتهمت رئيسة حكومة فيكتوريا جاسينتا آلان للمتظاهرين المؤيدين لفلسطين بانهم متنمرين ومعاديين للسامية بعد اقتحامهم مؤتمر لحزب العمال في ملبورن السبت
جاء هذا في اعقاب اتهام السيناتور العمالية فاطمة بايمان إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة،
وهي أول برلمانية من حزب العمال تخرج عن الصف السياسي بوصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية ودعت رئيس الوزراء إلى فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية..
وفي خطوة لافتة أعربت النائبة عن حزب العمال الفيدرالي ماريا فامفاكينو عن دعمها وقالت إن السيدة بايمان كانت شجاعة في الإدلاء بالتعليقات وإن لها كل الحق في التعبير عن مشاعرها.
فهل اصبحت الحكومة الفدرالية العمالية تحت ضغط متزايد من قبل نوابها واعضائها بسبب موقفها من الحرب في غزة؟ سؤال طرحناه على الصحافي سركيس كرم مدير تحرير صحيفة النهار الذي قال ان موقف الحكومة الاسترالية قد تحول بشكل ملحوظ في الاشهر الماضية
"استمرار ضغط الرأي العام ساهم في تحول موقف الحكومة من بداية الاحداث حتى هذه اللحظة"
واعتبر سركيس ان وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في توعية الرأي العام الاسترالي بما يحدث في غزة وهو ما ساهم بحسب قوله "بالتخفيف من القبضة الامريكية الداعمة لاسرائيل على صانع القرار الاسترالي"
جدير بالذكران اسرائيل تنفي قيامها بابادة جماعية في غزة مؤكدة التزامها بالقوانين الدولية المعنية بحماية المدنيين في الحرب التي تقول إنها جاءت ردا على هجوم حماس عليها في ال7 من اكتوبر تشرين الاول من العام الماضي والذي تسبب في مقتل 1200 مدني واختجاز 250 رهينة.