في البداية كان دار Newmarch في نيو ساوث ويلز، أما الآن فأصبح تفشي فيروس كورونا في دور المسنين في ولاية فيكتوريا تذكيرا أليما بالمخاطر التي يفرضها هذا الفيروس على كبار السن، خاصة من هم في مراكز الرعاية. فلقد كشفت وثائق جديدة تتعلق بقطاع رعاية كبار السن عن أن انتشار فيروس كورونا أدى إلى حالة من اليأس بين النزلاء وذويهم والقيمين على تلك المراكز.
وفي برنامج Four corners الذي بثته قناة ABC كُشف النقاب عن أن مركز Epping Gardens في ملبورن الذي يشهد أكبر تفش بين نزلائه وموظفيه لفيروس كورونا قد أجرى اتصالات بشكل طارئ من أجل الحصول على أعداد إضافية من الموظفين لكي يستطيع تلبية احتياجات النزلاء.
النقاط الرئيسية
- تأخير في نتائج فحوصات فيروس كورونا
- نقص في عدد الموظفين
- مطالبات بنقل المصابين إلى المستشفيات
وقد سجل دار المسنين Epping Gardens الذي يقع في الضواحي الشمالية لمدينة ملبورن 162 إصابة بفيروس كورونا بين نزلائه من كبار السن والموظفين فيه، لدرجة أن أعضاء الفريق الإداري فيه اضطروا للقيام بالعمل نتيجة لنقص عدد الموظفين.
ويقول التقرير إن التقصير بدأ مع تأخر أخذ عينات من النزلاء. فالعينات الأولى أخِذت بعد ثلاثة أيام على اكتشاف الحالة الأولى. وكانت النتائج متوقعة في اليوم التالي، لكنها لم تصل.
وعندما اتصل الدار بالمختبر كان الرد بأنهم تلقوا 3200 عينة من دور المسنين خلال اليومين السابقين.
ولم يحصل الدار على النتائج إلا بعد ستة أيام وكانت النتيجة أن 60 نزيلا و22 موظفا كانوا مصابين بفيروس كورونا.
وذكر تقرير ال ABC إنه من غير الواضح أي وكالة حكومية مسؤولة عن ترتيب الفحوصات. الخطوط العريضة الوطنية لكوفيد 19 تقول إن وزارات الصحة في الولايات هي المسؤولة، لكن وزارة الصحة في فيكتوريا أعلمت ال ABC بأن ذلك من مسؤوليات الكومنولث.
الأيام الستة التي مرت دون معرفة النتائج كان معناها أن المركز لم يستطع فصل المصابين عن غيرهم من النزلاء الأصحاء، ولم يمثل بعض كبار السن بالتعليمات بالبقاء في غرفهم.
من جهتها انتقدت لجنة المراقبة، دار Epping Gardens على إبقائه المسنين في غرفهم عوضا عن فصل الحالات المصابة عن غير المصابة.
ومما صب الزيت على النار، أنه وبعد أسبوع من تسجيل الحالة الأولى لم يأت إلى الدار إلا ستة موظفين كان عليهم تقديم الرعاية ل 115 نزيلا.
ويعود السبب في نقص الموظفين إلى أن بعضهم كانوا يعملون أيضا في دار St Basil وهو ثاني أكبر بؤرة تفشٍ لفيروس كورونا في ولاية فيكتوريا.
وقد تنبهت السلطات الصحية إلى ذلك الخطر، وتم وضع إجراءات عديدة لحماية نزلاء تلك المراكز من إصابتهم بالعدوى. ومن هذه الإجراءات: فرض ارتداء قناع الوجه عند الزيارة وتحديد عدد الزوار وعدد الساعات في كل أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تقييد حركة الموظفين بحيث لا يعملوا إلا في مكان واحد، وتتكفل الحكومة بالتعويض عليهم في حالة خسارتهم لبعض من مدخولهم.
وكان وزير رعاية كبار السن، ريتشارد كولبك قال إنه ليس بالإمكان السيطرة على الفيروس في مراكز رعاية المسنين إلا إذا تمكنا من احتوائه في المجتمع بشكل عام.
أما الآن ومع تفاقم الوضع في بعض مراكز دور الرعاية، تتعالى أصوات بضرورة نقل المرضى إلى المستشفيات.
وكان رئيس الوزراء سكوت موريسون قد أعلن أنه تم التوصل الى اتفاق مع المستشفيات الخاصة بحيث تقدم الرعاية لمرضى فيروس كورونا من كبار السن.
وكانت النصيحة الطبية تشير إلى ضرورة نقل المصابين الى المستشفيات إذا كانت حالتهم تحتّم ذلك. بالإضافة إلى نقل بعضهم إلى الرعاية المنزلية في بعض الظروف.
لكن رئيسة خدمات المسنين والمجتمع، Patricia Sparrow تدعو إلى ضرورة نقل كل المصابين بكوفيد 19 الى المستشفيات، لكي تتمكن دور المسنين من رعاية النزلاء الآخرين بشكل طبيعي.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول السيد سام ابراهيم صاحب مركز Raynes Park Court Aged care في ملبورن إن المشكلة تعود في أساسها إلى برنامج الحجر الصحي في الفنادق الذي "سمح بخروج من هم مصابون بالفيروس والتجول في المجتمع".
ويضيف بأنه من غير الممكن نقل جميع النزلاء إلى المستشفيات لكن يجب التشديد في الاجراءات من أجل احتواء الفيروس.
استمعوا إلى التقرير كاملا تحت المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.






