يحلم بعض الناس بفكرة التقاعد عن العمل على أنها فرصة للقيام بكل المشروعات التي لطالما حلموا بها و لم يستطيعوا بسبب قلة وقت الفراغ. ربما كان مشروع سفر أو رحلة. أو ربما كان حلم بلعب جولات الجولف إلى ما لا نهاية. أو تمضية الوقت مع الأهل و الأحبة. و لكن هل التقاعد عن العمل بالفعل الجنة التي يتخيلها البعض؟
تستحضر فكرة التقاعد، صور رائعة في مخيلة الشخص، كرحلات مليئة بالمغامرة في أمكان بعيدة وقت الفراغ اللانهائي لعمل كل ما يحلوا لك. و يقول الكاتب و الطبيب النفسي المتقاعد مايكل لونجهيرست إن واقع التقاعد قد يشبه تلك الصورة الخيالية لمدة أول سنة تقريباً.
و لكن سرعان ما يعاني بعض المتقاعدون بعد إنتهاء ما سماه بفترة "شهر العسل". و يقول مايكل لونجيرست أن أغلبية المتقاعدين لم يحضروا للتقاعد و لا لأثره النفسي. و يقول إن أغلبية المتقاعدين يركزون على الترتيبات المالية فقط. و هو مفهوم لأن الأستراليين الكبار في السن عادةً ما تواجههم إختيارات صعبة فيما يتعلق بالإدخار التقاعدي Superannuation و التأمين ومتى أنسب وقت للتقاعد.
سن التقاعد في أستراليا حالياً هو خمسة و ستين و نصف العام، و سيزداد بشكلٍ تدريجي حتى يصل إلى سبعة و ستين في العام ٢٠٢٣. و يحاول صانعوا القرار في أستراليا رفع سن التقاعد بسبب الشيخوخة السكانية. و لكن بعض العاملين من كبار السن يشتكون من التفرقة العمرية في مكان العمل، التي تعتبر عائق كبير لمن يريدون الإستمرار في العمل حتى سن متأخرة.
و يقول رافال تشوميك من جامعة نيو ساوث ويلز و مركز الإمتياز للأبحاث في التعداد السكاني و الشيخوخة، إن واحد من كل أربعة عاملين فوق سن الخمسين يعانون من التفرقة العمرية. و يضيف إنه يجب على أستراليا أن تفكر في تقديم المكافئات للعاملين الكبار في السن لتشجيعهم على البقاء في القوة العاملة لأطول فترة ممكنة.
أدت لجنة تحقيق الشئون المالية التي عقدتها الحكومة الفدرالية، إلى موافقة الحكومة على تطوير منتجات ذات دخل تقاعدي أكثر كفاءة. و تقول أستاذة المالية من كلية الأعمال بجامعة سيدني، سوزان ثورب إنها وصفت بمنتجات الدخل الشامل للتقاعد.
و قالت إن الحكومة لديها هدف لمساعدة المتقاعدين و التأكد من عدم نفاذ أموالهم في سنواتهم الأخيرة. و تضيف سوزان أن أحد الحلول المقترحة هي Life Annuity أو معاش الحياة. حيث تقول إنه يعمل مثل بوليصة التأمين على الحياة ولكن بشكل معاكس.
و من جانبه يقول مستشار الطب النفسي المتقاعد مايكل لونجهرست إن أحياناً ما يعاني المتقاعدون من فقدان الهوية مع فقدانهم لعملهم. و يوصي بأن يحاول المتقاعد البحث عن فعاليات هادفة بعكس غيرها الترفيهية كبديل للعمل.
بعد السيطرة على الأوضاع المالية و توفير الفعاليات الهادفة، يقول لونجهيرست إن أهم النصائح هي الاهتمام بالصحة من خلال زيارة الطبيب بشكلٍ دوري ولعب الرياضة يومياً. و لعدم تحويل شرب الكحول إلى عادة يومية.




