سجلت فيكتوريا قرابة 500 حالة جديدة بفيروس كورونا يوم أمس في أعلى حصيلة يومية تشهدها الولاية وأستراليا عموماً منذ 26 آذار/مارس الماضي. هذه الأرقام المقلقة دفعت رئيس حكومة الولاية دانييل أندروز إلى التلويح باحتمالية فرض قيود المرحلة الرابعة والتي تتضمن شللاً كاملاً لكل القطاعات التجارية باستثناء الصيدليات ومحال السوبرماركت.
وفي حديث لأس بي أس عربي24 قالت الأستاذة المساعدة في العلوم الحيوية بجامعة RMIT في ملبورن والباحثة في علم الأحياء الدقيقة الدكتورة تغريد استيفان إنه بات من الصعب "السيطرة على الوضع" في فكتوريا وعللت ذلك بالقول: "بدأ انتشار الفيروس في دور المسنين ظهرت حالات في المدارس كذلك."
عندما تصل الحالات الى هذه الدرجة علينا أن نستوعب أن الوضع خطير ومقلق.
في الوقت الراهن، يُمنع سكان ملبورن الكبرى من مغادرة المنزل إلا في أربع حالات وهي العمل والدراسة وممارسة الرياضة وشراء الأغراض الضرورية وتلقي أو تقديم الرعاية. ولكن رغم هذا الإغلاق الصارم و كل الجهود المبذولة، توقع كبير المسؤولين الصحيين في فيكتوريا بريت ساتون أن تراوح حصيلة الإصابات اليومية ضمن حدود 500-600 حالة يومياً.
وأشارت د. تغريد إلى نقطة هامة تلعب دوراً محورياً في تحديد الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع الوضع: "قيود المرحلة الثالثة التي فُرضت منذ اسبوعين في ملبورن وقبل ذلك بأسبوع في البؤر الجديدة لم تضع حداً لانتشار المرض لأن حالات الإصابة في معظمها انتقلت مجتمعياً.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل فات الأوان لتطبيق قيود المرحلة الرابعة لاحتواء التدهور في الوضع الوبائي؟ ترى د. تغريد أن تطبيق القيود الصارمة من المرحلة الرابعة هو "الحل الاخير والأمثل" لأن فرض طوق حول ملبورن لمنع وصول الاصابات الى مناطق اخرى لم ينجح أي أن سياسة احتواء الفيروس لم تعد كافية.

فحص كورونا بالسيارة في إحدى ضواحي ملبورن Source: AAP
لا يمكن السيطرة على الوضع الا بالاغلاق الكامل Elimination strategy لأن سياسة الاحتواء suppression لم تعد تنفع.
ولكن إجراءات الإغلاق مهما كانت صرامتها ليست كافية لوحدها لإرجاع الأمور إلى نصابها، فتعاون أفراد المجتمع وسعيهم لدحض "نظريات المؤامرة" أساسي لتتمكن فكتوريا من الخروج من النفق المظلم.
وأضافت د. تغريد: "الناس تعبت من الاغلاق وبدأوا بالخروج، لازم نرجع الى ضوابط اكثر صرامة. على الرغم من قيود المرحلة الثالثة هنا في ملبور، الأسواق لا تزال مزدحمة وليس هناك التزام تام بالإجراءات."
وعبرت د. تغريد عن اعتقادها بأن الحكومة تبذل ما في وسعها للسيطرة على الوضع ولكن التزام الأشخاص بالتعليمات بحذافيرها سيلعب دوراً حاسماً: " إذا ظهرت عليك اعراض خفيفة اخضع للفحص وانتظر في العزل في منزلك ولا تختلط بافراد الأسرة."
ولم تستبعد الباحثة في الأحياء الدقيقة احتمالية أن تلاقي مدينة مزدحمة مثل سيدني مصيراً مشابهاً لملبورن، فمع تخفيف القيود في نيو ساوث ويلز، عادت الاكتظاظ إلى الأسواق ولذا لا بد من فرض قيود جديدة لتجنب الأسوأ.
وختمت د. تغريد بالقول: "الفيروس خطير وانتشاره سريع. كورونا ليس شبيهاً بالانفلونزا كما يدعي البعض. كثير من الاشخاص اللي تعافوا في اوروبا والصين بدأت تظهر عليهم اعراض اخرى."
استمعوا إلى المقابلة مع الأستاذة الدكتورة تغريد استيفان في الملف الصوتي المرفق بالصورة.