تمكنت نسرين خضرا من الحصول على الجنسية الأسترالية في السابع عشر من أيلول سبتمبر 2019 وهو التاريخ الذي تحيي فيه أستراليا من كل عام "يوم الجنسية" وعادة ما تعقد مراسم خاصة في البلديات لمنح الجنسيات إلى جانب المراسم الخاصة التي تعقد في يوم أستراليا الوطني.
ولم تكن نسرين - تسكن أستراليا منذ 2011 - تعلم أن زوبعة من الأفكار حول الهوية الجديدة ستغزو رأسها بمجرد تسلم الشهادة التي توثق رسمياً جنسيتها الجديدة.
مرّت نسرين في مراحل متعددة منذ وصولها قبل 8 سنوات، وكل مرحلة كانت تتطلب منها التواصل مع دائرة الهجرة والتقدم بطلب مختلف.
وصلت بداية على تأشيرة عمل مؤقت وبعد ذلك تزوجت بشاب يحمل الجنسية الأسترالية في 2014 وحصلت على الإقامة الدائمة بعد استيفاء الشروط المطلوبة في كانون الأول ديسمبر من العام 2016. بعد مرور عام على حصولها على الإقامة الدائمة، تقدمت بطلب الحصول على الجنسية في ديسمبر 2017.

Source: (AAP Image/Andrew Brownbill)
حصل أكثر من 8000 شخص على الجنسية الأسترالية خلال احتفالات يوم الجنسية غير أن هناك أكثر من 198 ألف شخص لا يزالون بانتظار الحصول عليها. بلغ عدد الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية خلال عام 2017-2018 أدنى حد له منذ 15 عاماً وهو 81 ألف فقط غير أن وزارة الأمن الداخلي أكدت في بيان حصلت عليه أس بي أس أن هذا العدد سيرتفع بنسبة 80% خلال عام 2018-2019.
لم تواجه نسرين أي مشكلة في تقديم الطلبات: "اذا اتبعت الخطوات الموجودة على الموقع الالكتروني وتقدمت بالوثائق المطلوبة وكل ما يدعم مصداقية طلبك ولماذا ترغب بالبقاء في أستراليا، ستتلقى الرد ضمن الوقت المحدد لكل حالة."

Nisrine Khadra and her family with Mayor of Strathfield, Antoine Dwayhe on Citizenship day. Source: Facebook
ولكن بعيداً عن الإجراءات والوثائق والمستندات، اعترفت نسرين بالثقل العاطفي للتجربة برمتها وتحدثت عن المشاعر والأحاسيس المختلطة التي اختلجتها في اليوم الذي طال انتظاره: "دمعت عيناي وأنا أحتفل بحصولي على الجنسية وبدأت التساؤلات حول هويتي الجديدة تعصف في رأسي (..) هل أنا أسترالية أم لبنانية الآن؟"
بعد تفكير توصلت نسرين إلى نتيجة مفادها أن المهاجر كالنبتة لا يقوى على العيش بلا جذور تمثل أصوله والمرحلة التي شكلت ملامح هامة في شخصيته ولكن هذه النبتة لا تقوى على الاستمرار والنمو بلا ضوء وهواء أي الفرص المتاحة أمام المهاجر الجديد في أستراليا: "المشاعر التي أحسست بها غير متناقضة (..) أنا أسترالية ولبنانية في ذات الوقت ومن غير الممكن أن أتنصل من أي منهما."
مشاعر الامتنان والتقدير والاحترام لأستراليا بدت واضحة في حديث نسرين التي شبهت الوطن الجديد بالأم التي تفتح ذراعيها لطفل "متبنى" جديد وتعامله كأحد أبنائها. ولم تنس نسرين توجيه شكر للسكان الأصليين على احتضانهم للجميع على أرضهم.

Source: AAP
وفي وقت من المفترض أن يتراوح معدل فترة الانتظار بين السنة والسنة والنصف لمعظم الطلبات، إلا أن الأمر أصبح يستغرق فترات أطوال قد تصل إلى سنتين وخصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يأتون إلى أستراليا كلاجئين بحسب ما قالت محامية الهجرة جودي حموي التي أشارت إلى أن الوعود بتسريع البت بطلبات الجنسية لم تترجم بعد على أرض الواقع.
استمعوا إلى مقابلة نسرين خضرا في التدوين الصوتي.