يسلّط مراسلنا من بغداد، أشرف غزّاوي، الضوء على ثلاث قضايا أثارت اهتمام العراقيين، وطرحت تساؤلات حول نزاهة الأداء السياسي والإداري في البلاد.
نبدأ بتسريبٍ أثار ضجة واسعة، لقائمةٍ تضم أسماء مرشحين جدد لمناصب سفراء العراق في الخارج. الجدل لم يكن حول الوظائف بحد ذاتها، بل حول الأسماء المُدرجة، والتي ينتمي معظمها إلى أبناء وأقارب مسؤولين سياسيين ونواب حاليين وسابقين. الشارع العراقي اعتبر الأمر تكريسًا جديدًا لمفهوم المحاصصة السياسية و"توريث المناصب"، وهو ما دفع وزارة الخارجية العراقية إلى إصدار بيان توضيحي قالت فيه إن القائمة "غير دقيقة"، مؤكدة أن معايير الكفاءة والشهادات والخبرة ستكون الفيصل في اختيار السفراء. كما أشارت الوزارة إلى أنها تعمل على إصلاحات تشمل اعتماد الأداء السابق والسمعة المهنية كعوامل أساسية في التعيينات المستقبلية.
أما في الملف الأمني، فتتواصل التحذيرات بشأن عمليات تهريب على الحدود العراقية السورية. تقارير أمنية تحدثت عن نشاط ملحوظ لشبكات تهريب، لا سيما في ملف المخدرات. وأكد أشرف أن الجهات الرسمية، بما في ذلك وزارتي الداخلية والخارجية العراقيتين، شددت على أن هناك تنسيقًا أمنيًا مشتركًا مع الجانب السوري، وعمليات ميدانية نوعية استهدفت شبكات تهريب عابرة للحدود. وأوضح مراسلنا أن وزارة الداخلية نفت وجود خروقات واسعة، معتبرة ما يُتداول "مبالغات إعلامية"، لكنها في الوقت ذاته شددت على استمرار التعاون مع دول الجوار لمكافحة هذا النوع من الجرائم.
وفي المشهد السياسي الداخلي، شهد البرلمان العراقي مشهدًا صاخبًا تطوّر إلى اشتباكات بالأيدي بين عدد من النواب، على خلفية خلافات تتعلق بإدارة الجلسات وآلية التصويت داخل البرلمان. وتحديدًا، اندلع التوتر بسبب ترشيح رئيس جديد لمجلس الخدمة الاتحادي من المكوّن الشيعي، ما اعتبره نواب من المكوّن السني إخلالًا بالتوازنات الطائفية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات من داخل قاعة البرلمان تُظهر التلاسن والتشابك، في مشهد يعكس هشاشة التوافق السياسي، واستمرار الانقسامات التي تعيق الأداء التشريعي.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.