"خمسين بالمائة من الأعضاء في حزب العمال وثلاثين بالمائة من أعضاء حزب الأحرار من النساء. ولكن المسألة ليست بالأرقام."
النقاط الرئيسية
- تشرح آن أن النساء المشتغلات بالسياسة في أستراليا لا زال أمامهن طريق طويل
- في عام 2016 نجحت آن في دخول البرلمان الفيدرالي اللذي لا تزال عضوة فيه حتى اليوم
- تقول آن أن اختيار المرشحين يتم من داخل صفوف الأحزاب التي ليس للجالية العربية مشاركة كبيرة فيها
هكذا استهلت آن علي عضوة البرلمان الفيدرالي حديثها عن وضع المرأة الأسترالية في المعترك السياسي.
تقول آن إن ظروف عمل المرأة في السياسة الأسترالية كانت محط الاهتمام مؤخرا بسبب العديد من الأحداث منها وقوع حادثة اغتصاب داخل أروقة البرلمان.
ولكن هل تمخض ذلك الإهتمام عن تغيير حقيقي؟
تشرح آن أن النساء المشتغلات بالسياسة في أستراليا لا زال أمامهن طريق طويل.
"لا يتم منح مناصب قيادية للنساء. آخر امرأة حصلت على منصب سياسي بارز كانت جوليا جيلرد."
تؤكد آن أن آرائها مبنية على خبرتها التي تمتد لعدة أعوام داخل المطبخ السياسي.
آن علي اسم معروف لدى كثير من أبناء الجالية العربية في أستراليا. هي واحدة من عضوين فقط من أصول عربية نجحا في الحصول على مقاعد في البرلمان الفيدرالي وهي حسبما تقول العضوة الوحيدة اللتي تتحدث اللغة العربية.
في أواخر العشرينيات من عمرها كانت آن أم وحيدة لولدين صغيرين تكسب الحد الأدنى من الأجور لتستطيع توفير الاحتياجات الأساسية لأولادها.
ولكنها نجحت في اتمام دراسة الماجستير والدكتوراه وعملت كأستاذة وأكاديمية وناشطة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
آن كانت الممثلة الأسترالية الوحيدة التي تحدثت في قمة الرئيس أوباما في البيت الأبيض عام 2015 حول مكافحة التطرف العنيف.
وفي عام 2016 نجحت آن في دخول البرلمان الفيدرالي اللذي لا تزال عضوة فيه حتى اليوم.
سألت آن عن المشاركة السياسية للجالية العربية التي يتضاءل وجودها حتى يكاد أن ينعدم تماما بعد مستوى البلديات.

Liberal MPs Nicolle Flint and Celia Hammond embrace with Labor MPs Anne Aly, Tanya Plibersek and Kristy McBain ahead of Question Time. Source: AAP
"الجالية العربية لها تاريخ في أستراليا وأعضاؤها متواجدون في شتى المجالات المهنية. يوجد عرب مهندسون وأطباء وموظفون في العديد من الشركات. إننا موجودون في كل مجال إلا السياسية."
سؤالي التالي كان عما إذا كان للأمر علاقة بالموروثات الثقافية التي قد تدفع بعض أبناء الجالية العربية إلى تجنب السياسة.
"لا أنا أرفض فكرة أن المشكلة فينا نحن. هم عليهم أن يتغيروا."
كانت آن تشير إلى الأحزاب السياسية الأسترالية وأخذت في شرح كيف أن الأحزاب الكبيرة لا تقوم باختيار مرشحين متعددي الثقافات حتى في المناطق المتنوعة ثقافيا.
استطردت آن قائلة: "يجب أن يكون البرلمان مرآة للمجتمع ولكن هذا ليس الوضع الحالي."
تقول آن أن اختيار المرشحين يتم من داخل صفوف الأحزاب التي ليس للجالية العربية مشاركة كبيرة فيها.
"المحصلة أن كثير من أعضاء البرلمان من خلفيات غربية وانجليزية تحديدا والقليل منهم من الأقليات."
ولكن توضح آن أن هذا الوضع يؤثر على كل الجاليات متعددة الثقافات وليس الجالية العربية فقط.
"يوجد في البرلمان الفيدرالي عضو هندي واحد رغم أن الجالية الهندية في أستراليا قديمة وكبيرة. ونفس الشيء ينطبق على الجاليات الآسيوية."
آن ترى أن شباب الجالية العربية شغوف بالسياسة وأن عليها دورا في مساعدتهم على دخول المعترك السياسي.
"تعرفت إلى فتاة في السادسة عشرة من عمرها ورأيت شغفها بالعمل السياسي فأحضرتها لتقوم بالتدرب في مكتبي."
يعقد البعض المقارنات بين أستراليا والجارة نيوزيلندا التي انتخبت العام الماضي أكثر برلماناتها تنوعًا على الإطلاق.
يرى الكثيرون أن الافتقار إلى التنوع في السياسة الأسترالية واضح منذ سنوات ولكن لا يتم اتخاذ خطوات واضحة لعلاج تلك المشكلة.
أظهر تقرير Leading for Change لعام 2018 الصادر عن مفوضية حقوق الإنسان الأسترالية أن 4 في المائة فقط من أعضاء البرلمان الفيدرالي لديهم أصول غير أوروبية.
سؤالي التالي لآن كان عما تداوله الكثيرون داخل الجالية العربية مؤخرا على خلفية الحرب في أوكرانيا حول ما يرونه معاييرا مزدوجة في سياسة أستراليا الخارجية.
"أستراليا تتبع أمريكا. نحن لاعب متوسط القوة في السياسة الدولية ولا نقوم بالتحرك بشكل منفرد. إذا تغير الموقف الأمريكي من القضايا العربية سيتغير موقف أستراليا أيضا. هذه هي الحقيقة."
تتحدث آن بخيبة أمل عن كيف كان لأستراليا دور أكثر فاعلية في الشرق الأوسط منذ عقد مضى.
"لا أدري ماذا حدث منذ ذلك الحين. فلقد انسحبت أستراليا من المنطقة العربية تدريجيا وقلصت وجودها في المنطقة حتى على المستوى التجاري. أتمنى أن تعود أستراليا لسابق عهدها."
سألت آن أيضا عن تعامل حكومة الإئتلاف مع أزمة الكوفيد وما تداوله البعض عن تأثير عدم مركزية اتخاذ القرارات على تعاطي السلطات بشكل فعال مع الوباء.
"لم تتعامل حكومة سكوت موريسون مع الأزمة بالشكل المطلوب. لقد ترك رئيس الوزراء كل ولاية أو مقاطعة تتصرف بشكل منفرد وتسبب ذلك في الكثير من المشاكل."
تقول آن إن إدارة الحجر الصحي وتوزيع اختبارات كوفيد السريعة كان يجب أن يتم بشكل مركزي من قبل الحكومة الفيدرالية لمنع التضارب في السياسات.
تأثرت آن مثل كافة الأستراليين بالإرتباك والتخبط اللذان سادا فترة الإغلاقات حيث تسببت أزمة الوباء في تأجيل حفل زفاف ابنها ولكنها ستتمكن أخيرا من حضور الحفل الذي سيقام في ملبورن بعد حوالي شهرين.
تهللت أسارير آن عندما سألتها إذا كانت تنوي السفر إلى مصر قريبا بعد إعادة فتح حدود غرب أستراليا.
"أتمنى ذلك بشدة! لكن للأسف ظروف العمل في البرلمان والانتخابات التي باتت على الأبواب تمنعني من السفر في الوقت الحالي."
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.