ما ان سيطرت استراليا على الحرائق التي اشتعلت في البلاد ،ودمرت 24 مليون هكتار ، و أكثر من 3000 منزل وقتلت ثلاثة مليارات من الحيوانات. حتى بدأت تظهر تقارير عن فيروس غير معروف في مدينة صينية تسمى ووهان.
في غضون أسابيع ، انتشر الفيروس إلى بلدان العالم. ومع ارتفاع الإصابات وتزايد الوفيات سارع العالم ببعض التخبط لوضع خطط مواجهة الوباء
واتخذت الحكومة الاسترالية قرارات صارمة باغلاق حدودها الدولية، كما أغلقت الولايات الحدود فيما بينها في خطوة غير مسبوقة منذ انشاء استراليا الحديثة.
وظهر جليا التاثير المدمر للفيروس على الاقتصاد الوطني، فمع توقف الحركة تعثرت كل القطاعات - وأصيبت صناعة الطيران بالشلل بين ليلة وضحاها .ومع استمرار النزيف الاقتصادي، وجد ملايين الاستراليين انفسهم بلا عمل
الخوف من المجهول وعدم معرفة مدى التحدي الذي تواجه البلاد اسفر عن سلوكيات لم بعهدها الاستراليون مثلا التدافع لتخزين الطعام والمعلبات ومواد التنظيف والتعقيم واصبحت مناديل التواليت جائزة يتسابق للفوز بها الجميع. رئيسة حكومة نيوساوث ويلز جلاديس برجيكليان دعت الناس للتصرف بعقلانية
وفي مسعى منها لانقاذ الاقتصاد قدمت الحكومة الفدرالية حزم وبرامج اقتصادية غير مسبوقة من حيث حجم المخصصات وعدد المستحقين ومن بينها برنامج Job Keeper الذي قدم 1500 دولار لإنقاذ الوظائف واستفاد منها الافراد والشركات على السواء
وسعى قادة البلاد الى تأهيل الاستراليين للأزمة الاقتصادية التي ستعيشها البلاد لاجيال قادمة، واعلن وزير المالية Mathias Cormann أن البلاد قد دخلت في اول ركود اقتصادي لها منذ 30 عاما

Year in Review: Australia in 2020 Source: AAP Image/David Mariuz
وتزامنا مع الخطط لانقاذ الاقتصاد، دخلت استراليا في السباق العالمي المحموم للحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا، لتحظى بلقاح جامعة اكسفورد وشركة أسترازينكا
ومع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد تصور الاستراليون انهم قد تغلبوا على الوباء لكن كورونا كان لها رأي اخر، ومرت ولاية فيكتوريا بأحلك أيامها مع الموجة الثانية من الوباء واصبح لرئيس الحكومة دانيال اندروز حضورا يوميا على شاشات التلفاز يقدم تقريرا يوميا عن تضاعف عدد الاصابات والقتلى.
ومع تغلب فيكتوريا على الموجة الثانية من الوباء والتي حصدت اكثر من 800 روح، تعالت الاصوات بضرورة الاسراع بإعادة عشرات الاف من الاستراليين الى ارض الوطن، وهو ما شكل تحديا انسانيا ولوجستيا كبيرا
ولم يكم وباء كورونا هو الهم والشاغل الوحيد لاستراليا في هذا العام. فقد شهدت العلاقات الاسترالية الصينية اسوأ فترة لها منذ 50 عاما لتدخل البلدان في توتر اقتصادي خطير مع فرض الصين لضرائب ضحمة على منتجات استرالية عدة من بينها النبيذ، الشعير الفحم والخشب واللحوم. لتقوم استراليا بتقديم شكوى في منظمة التجارة الدولية ضد الاجراءات الصينية
وامتد التوتر بين كانبرا والصين مع نشر موظف في وزارة الخارجية الصينية لصورة مفبركة لجندي استرالي يمسك سكينا على رقبة طفل افغاني على خلفية التقرير الاسترالي الذي أشار الى ارتكاب عناصر من القوات المسلحة لجرائم حرب في افغانستان
ومع اقترالب سنة 2020 لنهايتها دعا قادة البلاد المجتمع بأسره الى التمسك بالامل والتطلع للمستقبل مشيرين الى ازدحام 2020 بالاحداث التاريخية ،