قالت منظمة الصحة العالمية إنه من بين 11 مستشفى ميدانيا في قطاع غزة، اضطرت ثلاثة إلى إغلاق أبوابها مؤقتا وأربعة تعمل بشكل جزئي فقط، "بسبب الأعمال العدائية في رفح وانخفاض إمكانية الوصول إليها".
وقتل ما لا يقل عن 38 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من آخرين في غزة منذ اندلاع الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة.
في مهمة طبية بإشراف الجمعية الطبية الأسترالية الفلسطينية PANZMA والتي تنسق مع منظمة الصحة العالمية، انطلق الجراح الفلسطيني الأسترالي د. جمال مرعي في رحلة محفوفة بالمخاطر لتقديم المساعدة الطبية الطارئة إلى جرحة غزة.
تحدث د. مرعي لأس بس أس عربي24 عن طبيعة الإصابات هناك فقال: "الأسلحة المستخدمة تخلف شظايا دقيقة جداً تؤدي لضرر. كنا نضطر لإجراء أكثر من عملية لنفس المريض."
الاكتظاظ كبير في المستشفيات. لا يوجد أدوية ولا شاش طبي ولا حتى زي للأطباء. الوضع يفوق الوصفالطبيب الفلسطيني الأسترالي د. جمال مرعي متحدثاً عن واقع الرعاية الطبية في غزة
في البقعة الجغرافية التي باتت توصف بأنها الأخطر على وجه الكرة الأرضية، تحدث د. مرعي عن ارتفاع نسبة مبتوري الأطراف: "من فقد طرفا واحدا يعتبر محظوظاً هنا. آلمني التعامل مع مريض عمره لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره وكان يتحضر لاختبار الثانوية العامة. فقد يده وهناك احتمال كبير بأن يفقد ساقه أيضاً. أي مستقبل ينتظر هذا الشاب؟"
"لم نقدم الكثير. شعرنا بالإحراج لأن أستراليا لم تقدم الكثير" بهذه الكلمات أجاب د. مرعي عما شاهده من نقص هائل في المعدات الطبية.
هناك مستشفى ميداني من الولايات المتحدة وآخر من بريطانيا. على أستراليا تقديم المزيد. ما نقوم به جهود فردية ولا بد من تضافر الجهود
أتم د. مرعي مهمته في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع في منطقة خان يونس والذي يصف الوضع فيه بأنه أفضل بكثير من شمال غزة.
وتابع قائلاً: "كان هناك وفد أطباء من الجزائر والمغرب توجهوا إلى المستشفى الأندونيسي شمال القطاع. الوضع مأساوي جداً وحتى الطعام غير متوفر."
الواقع الأفضل حالاً في شهداء الأقصى بدا قاتماً كذلك: "المستشفى مكتظ جداً. لا يتسع سوى لمئتي مريض ولكنه استوعب ما يزيد عن 800. الخيام في كل مكان."
لا يوجد أجهزة كمبيوتر ولا انترنت. لا يمكنك كطبيب إرسال المرضى إلى بيوتهم بعد العمليات الجراحية فلا بيوت تبقت في القطاع
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس إنه "لا يوجد بالفعل ممر آمن في غزة"، محذرا في منشور على الإنترنت من أن التقارير الأخيرة عن أوامر الإخلاء في مدينة غزة "ستزيد من عرقلة تقديم رعاية محدودة للغاية منقذة للحياة".
استمعوا إلى شهادة د. جمال مرعي من داخل قطاع غزة في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
الجدير بالذكر أن إسرائيل تقصف غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُتل فيه أكثر من 1200 شخص، وتم خلاله احتجاز أكثر من 200 رهينة، وفقاً للحكومة الإسرائيلية. وقتل أكثر من 38 ألف شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.