السكان الأصليون والفجوة التعليمية.. الطريق نحو التغيير

Australia Explained - Indigenous Education

First Nations-led education sees stronger engagement, outcomes and pathways for young people. Credit: courtneyk/Getty Images

يُعد التعليم بوابةً للفرص، لكن طلاب الشعوب الأصلية في أستراليا واجهوا طويلًا عقبات حالت دون تحقيق النجاح. ورغم استمرار التحديات، هناك مؤشرات على تحوّل إيجابي. في هذه الحلقة، نستمع إلى خبراء في تعليم السكان الأصليين وطلاب يشاركوننا ما الذي يُحدث فرقًا، ولماذا للتعليم الثقافي أهمية خاصة، وكيف يمكن دمج المعارف الأصلية والغربية لصالح جميع الطلاب.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

قبل الاستعمار الأوروبي، كانت لدى مجتمعات السكان الأصليين في أستراليا نظم تعليمية غنية ومترابطة بعمق مع الأرض والمعرفة والمجتمع. ولا تزال هذه التقاليد تقدم رؤى قيّمة حتى يومنا هذا.

لكن ورغم مرور عقود، ما تزال الفجوة في نتائج التعليم قائمة. فمعدلات الحضور المدرسي، ومهارات القراءة والرياضيات، وتمثيل الطلاب من السكان الأصليين في الجامعات، لا تزال أقل من نظرائهم من غير السكان الأصليين. ويُعزى ذلك إلى عوامل تاريخية ومستمرّة، مثل التمييز العنصري، وغياب المناهج الشاملة ثقافيًا، والحرمان الاجتماعي والاقتصادي.

شَيرون ديفيس، من شعبي باردِي وكِيجا والرئيسة التنفيذية للمؤسسة الوطنية لتعليم السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس (NATSIEC)، تؤكد أهمية الاعتراف بالتاريخ الطويل من التمييز الذي تعرّض له أطفال الشعوب الأصلية عند الحديث عن سد الفجوة التعليمية.

تقول: "القوانين والسياسات منذ البداية كانت تهدف صراحةً إلى إبعاد أطفال السكان الأصليين عن المدارس". وتشير إلى تقرير حديث صدر عن "التحالف الوطني لتعليم الشباب من السكان الأصليين"، سلط الضوء على سياسات الإقصاء، مثل تلك التي طُبقت في أوائل القرن العشرين، والتي كانت تسمح للأسر من غير السكان الأصليين بالمطالبة بإخراج الأطفال الأصليين من الفصول الدراسية.
Sharon Davis.jpeg
Sharon Davis, CEO of NATSIEC Source: Supplied / Sharon Davis
في عام 2008، قدمت الحكومة الأسترالية اعتذارًا رسميًا للسكان الأصليين، خاصة عن الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال، بما في ذلك انتزاعهم قسرًا من عائلاتهم ومجتمعاتهم وأرضهم. وتضمّن هذا الاعتذار التزامًا رسميًا بسد الفجوة في مختلف مناحي الحياة، وعلى رأسها التعليم.

ويُعد إصلاح طريقة تعامل الحكومات مع مجتمعات الشعوب الأصلية لبّ اتفاقية "سد الفجوة" الوطنية، والتي تهدف إلى بناء قطاع تقوده المجتمعات المحلية ذاتيًا.

وتضيف ديفيس: "نعلم أن المؤسسات المجتمعية التي يقودها السكان الأصليون هي الأكثر استدامة في تلبية احتياجاتهم". وتتابع: "حين يكون التعليم بقيادة أبناء مجتمعاتنا، نلاحظ تحسّنًا في التفاعل، والنتائج، والمسارات المستقبلية لشبابنا".

هل التعليم الثقافي هو الحل؟

الدكتور أنثوني ماكنايت، وهو من شعوب أواوباكال وغاميروي ويوين، يعمل في مركز "ووليونغا" للسكان الأصليين بجامعة وولونغونغ. قضى سنوات في تعليم ودراسة كيفية دمج طرق التدريس الخاصة بالسكان الأصليين في المناهج والسياسات والممارسات.

ويقول إننا بحاجة إلى إعادة صياغة مفهوم "سد الفجوة" في التعليم، موضحًا: "إذا تخيلنا طيفًا، في طرفه التعليم الغربي وفي الطرف الآخر التعليم الأصلي، يقف الطالب الأصلي في الوسط. معظم مبادرات سد الفجوة تحاول سحب الطالب نحو الطرف الغربي، لكنها بذلك تخلق فجوة كبيرة من جهة نظامه التعليمي الخاص".

ويضيف: "يجب أن نُعدّ طلابنا ليكونوا قادرين على العيش ضمن نظامي المعرفة معًا، حيث يجتمع التعليم الغربي والمعرفة الأصلية عند نقطة التقاء واحدة".
UOW INDIGENOUS LITERACY DAY
Dr McKnight has spent years teaching and researching how to embed Aboriginal pedagogy in curriculum, policy, and practice. Source: Supplied / MichaelDavidGray
يرى الدكتور ماكنايت أهمية تعميم ممارسات التعليم التي توحّد المعرفتين، ليتعلم الأطفال كيف يعتنون بالأرض التي يعيشون عليها. ويختم: "ليس فقط من أجل الأطفال الأصليين، بل من أجل الجميع. فالأرض تمنحنا كل شيء، ونحن جميعًا نمشي على التراب ذاته، ونشرب من الماء ذاته، ونتنفس الهواء ذاته".

سد الفجوة.. الطريق لا يزال طويلًا

تشير البيانات الحديثة من اتفاقية "سد الفجوة" الوطنية إلى تقلّص الفجوة التعليمية تدريجيًا، لكنها لا تزال قائمة.

تقول ديفيس: "على سبيل المثال، تبلغ نسبة بقاء الطلاب الأصليين حتى نهاية المرحلة الثانوية ٥٩٪ فقط، مقارنة بـ ٨٥٪ للطلاب من غير السكان الأصليين". وتضيف: "عندما نرى هذا التفاوت، فهو لا يُظهر فشل الطلاب، بل يُظهر فشل النظام التعليمي في خدمتهم".

في العام الماضي، احتفلت الشابة غاميلاوري ريتوري لاين بإكمالها المرحلة الثانوية في كلية دوبو العليا، ضمن أكبر دفعة من الطلاب الأصليين الذين أكملوا الصف الثاني عشر في نيو ساوث ويلز.

تقول لاين إن البيئة التعليمية الداعمة كانت الفارق الأبرز، مشيرةً إلى دعم المعلمين والعاملين في منظمة NASCA، التي تقدم برامج تعليمية وثقافية للطلاب الأصليين في نيو ساوث ويلز والإقليم الشمالي.

وتقول: "كان جميع الموظفين رائعين. كانوا يرافقونك إلى الصفوف، ويساعدونك في كل خطوة، والمعلمون دائمًا موجودون للمساعدة".
Retori Lane.png
Retori Lane (L) with her mother, Jenadel Lane. Source: Supplied / Retori Lane
والدة ريتوري، جينادل، هي نائبة مديرة الكلية وأول فرد في عائلتها يلتحق بالجامعة. وتؤمن بأن الدعم الشخصي والبيئة الشاملة ثقافيًا هما المفتاح لتفوق الطلاب.

تقول: "أنا شغوفة بمساعدة الأطفال الأصليين على إنهاء المدرسة الثانوية، فهذا ما يمكنني تقديمه لمجتمعي، ولهذا أصبحتُ معلّمة. وآمل أن أفتح لهم آفاقًا جديدة بعد المدرسة".

واليوم، تستعد ريتوري لدراسة بكالوريوس الآداب بتخصص في الدراسات الأصلية، وتقول: "أطمح لأن أكون في موقع يُمكنني من تعليم أطفال السكان الأصليين الذين فُقدت ثقافتهم عبر الأجيال… آمل أن أكون جزءًا من عملية إحيائها".
Subscribe to or follow the Australia Explained podcast for more valuable information and tips about settling into your new life in Australia.   

Do you have any questions or topic ideas? Send us an email to australiaexplained@sbs.com.au.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand