في بودكاست "موعد مع الطبيب" استضفنا طبيبة الأمراض النفسية و العصبية يارا خضر للحديث عن التوحد و أعراضه و الوصمة المجتمعية المرتبطة به.
التوحد هو طيف من الإضطرابات التي تظهر في فترة مبكرة من حياة الطفل وقد تظهر قبل بلوغ سن الثالثة. و يظهر التوحد في صورة مصاعب في عدد من مجالات النمو منها التفاعل الإجتماعي و مهارات التواصل.
و مما يصعب ملاحظة الإضطراب لدى بعض الآباء هو التنوع الكبير في شكل و شدة الأعراض التي قد تختلف بشكل كبير من طفل لآخر.
أخبرتنا خضر بأن تعريفات التوحد تغيرت من وقت لآخر ولكن المتفق عليه الآن أن التوحد هو طيف من الصعوبات التي تظهر في بعض الأطفال في بداية حياتهم ولكن تشخيصها قد يتأخر بسبب عدم وضوحها بشكل كافي. كما وضحت خضر أن تشخيص التوحد قد يتأخر لدى البنات عن الأولاد لأسباب ثقافية ولأسباب لها علاقة بشدة تلك الصعوبات أيضا.
لماذا يتم أحيانا تشخيص التوحد بشكل خاطيء؟
تحدثت خضر أيضا عن المبالغة في تشخيص التوحد والتي عادة ما تكون مرتبطة بتجاهل العوامل البيئية المحيطة بالطفل مثل الصدمة أو الإعتداء الجسدي أو الجنسي التي قد تؤثر على التركيبة البيولوجية للمخ وقد تتسبب في ظهور صعوبات مشابهة للتوحد. و بحسب خضر فإنه يجب على المعنيين دراسة وضع الطفل بشكل شامل بما في ذلك ظروف الحياة داخل المنزل للتوصل للتشخيص الصحيح بدلا من افتراض وجود إضطراب لدى الطفل.
كما قالت خضر أن وجود دعم حكومي للمصابين بالتوحد هو أمر جيد ولكنه في بعض الأحيان يشجع الأهل والمدارس على التسرع في التشخيص.
أوضحت خضر كيف يتم دعم المصابين بالتوحد وعائلاتهم في استراليا بما يشمل برامجا توعوية للأهل تؤهلهم للتواصل بشكل صحيح مع مريض التوحد كما تمكن المصابين بالتوحد من التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل.
تقول خضر أن من أسوأ الوصمات الإجتماعية المرتبطة بالتوحد هي تلك التي تفترض أن المصابين بالتوحد ليس لديهم أي مشاعر وأن هذا تصور خاطيء عن ذلك الإضطراب حيث أن مريض التوحد قد يكون شخصا حساسا للغاية ولكنه يجد صعوبة في فهم وتفسير مشاعر من حوله.