فتحت السلطات العراقية تحقيقات في الحرائق المتكررة التي تشهدها المحاصيل الزراعية في البلاد. وحصرت مديرية الدفاع المدني 272 حريقا طالب أحواض الزراعة في الفترة من الثامن من مايو أيار الماضي ولمدة شهر. وشملت تلك الحرائق حقول الحنطة والشعير في عدد من المحافظات المختلفة.
وقال مراسلنا في بغداد أشرف العزاوي إن المديرية تعتقد أن تلك الحرائق مقصودة وبفعل فاعل. وقالت المديرية إنها تأكدت من افتعال 35 حريقا على الأقل حتى الآن. واضاف العزاوي إن السلطات ترجع بعض الحرائق لأسباب مثل أعطال الأسلاك الكهربائية وإلقاء السجائر.
وكانت وزارة الزراعة العراقية قد توقعت أن يشهد الموسم الزراعي الحالي وصول العراق إلى الاكتفاء الذاتي من محصول الحنطة للمرة الأولى منذ عقود خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي شهدها العراق. وقال حميد النايف المتحدث باسم وزارة الزراعة إن نحو ألفي دونم حرقوا من أصل 12 مليون دونم هي كامل مساحة حقول الحنطة في البلاد.
لكن اتحاد الفلاحيين العراقيين قال إن المساحات التي احترقت تتجاوز ثلاثة آلاف دونم وتبلغ خسائرها ملايين الدنانير.
سيناريوهات مختلفة
وقال مراسلنا أشرف العزاوي إن وزارة الداخلية ألقت القبض على مجموعة من الأشخاص ينتمون لتنظيم داعش في محافظة ديالى. وقالت الوزارة إن تلك المجموعة كانت تهدد المزارعين بحرق محاصيلهم مالم يدفعوا لهم مبالغ مالية أو أتاوات. وقال العزاوي إن هناك مخاوف من عودة نفوذ التنظيم في القرى والمناطق الزراعية تحت سلاح التهديد.
لكن قوى مختلفة في العراق ألقت باللوم على أسباب مختلفة أيضا لتلك الحرائق. حيث اتهمت لجنة الزراعة في البرلمان العراقي جهات داخلية وخارجية بالوقوف خلف الحرائق لمنع العراق من الوصول للاكتفاء الذاتي. وقال سلام الشمري رئيس اللجنة في بيان إن "مؤامرة خارجية" وراء تلك الحرائق.
بينما قال حميد النايف المتحدث باسم وزارة الزراعة إن بعض الأشخاص لهم دوافع شخصية أو ثأرية، وطالب بالتعامل معهم كأرهابيين.
وقال النائب في البرلمان العراقي كريم عليوي إن حكومة إقليم كردستان تقف وراء الحرائق في منطقة كركوك المتنازع عليها. في حين قال نائب برلماني آخر أن القوات الأمريكية هي التي تقف وراء تلك الحرائق.
وقال مراسلنا أشرف العزاوي إن الأسباب خلف هذه الحرائق متشابكة، حيث وجهت مديرية الدفاع المدني اللوم في بعض الحالات لأعطال الأسلاك الكهربائية وحتى إلقاء أعقاب السجائر.
استمعوا إلى تقرير مراسلنا في بغداد أشرف العزاوي في الرابط أعلاه
