قام وفد سعودي رفيع المستوى بزيارة موسعة إلى العاصمة العراقية بغداد في أبرز خطوة دبلوماسية تقوم بها المملكة الغنية بالنفط تجاه الجار العراق. وضم الوفد مئة شخصية سعودية ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي ووزير النفط ثامر الغضبان. والتقى الوفد الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي والمسؤولين العراقيين.
الوفد السعودي تعهد بتقوبة العلاقات الثنائية مع العراق وأعلن عن حزمة مساعدات بقيمة مليار دولار بالإضافة إلى 500 مليون دولار لدعم الصادرات وإنشاء ملعب كرة قدم يتسع لمئة ألف متفرج خارج بغداد.
وقال مراسلنا في بغداد أشرف العزاوي إن الوفد السعودي انهى 13 اتفاقية مع المسؤولين العراقيين، تم التوقيع على عدد منها، أبرزها تزويد المملكة العربية السعودية للعراق بالطاقة الكهربائية خلال الفترة القادمة. ويعتمد قطاع الطاقة العراقي المتعثر على الغاز والكهرباء من إيران، ما يثير حفيظة الولايات المتحدة وحليفتها السعودية.
وقال أشرف العزاوي إن الزيارة شهدت توقيع اتفاقات أخرى خاصة بالتعليم والتجارة والصحة، كما تم إنهاء مذكرات سيتم التوقيع عليها أثناء الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى العاصمة السعودية الرياض.
وقبل زيارة السعودية سيتوجه عبد المهدي إلى طهران للقاء الرئيس حسن روحاني. العراق عالق في صراع على النفوذ في البلد العربي الكبير بين إيران من جهة والولايات المتحدة والسعودية من جهة أخرى.
وتعد إيران ثاني أكبر مصدر إلى العراق بعد تركيا كما تملك نفوذا سياسيا كبيرة في بغداد خاصة من خلال الفصائل الشيعية التي تهيمن على الحشد الشعبي العراقي. على الجانب الآخر لا تملك السعودية علاقات دبلوماسية مع العراق منذ غزو الكويت عام 1990. ولم تنجح محاولة السعودية الأولى لاستعادة العلاقات الدبلوماسية عام 2016 بفتح السفارة، حيث سحبت المملكة سفيرها بعد 8 أشهر فقط احتجاجا على النفوذ المتنامي للفصائل الشيعية.

وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم يرفع علم السعودية خلال مراسم إعادة افتتاح القنصلية السعودية في بغداد Source: EPA
وقررت السعودية خلال تلك الزيارة فتح قنصلية لها في بغداد على أن تفتح ثلاث قنصليات أخرى في المحافظات العراقية المختلفة في الشمال والجنوب. وكان يتوجب على العراقيين الذهاب إلى العاصمة الأردنية عمان للحصول على تأشيرات الحج.
وقال مراسلنا أشرف العزاوي إن هناك ضغوط خارجية لتحسين علاقات العراق مع دول الخليج في محاولة لاستقطاب بغداد إلى حلف أقليمي معين.
رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قام بزيارة خارجية واحدة منذ توليه منصبه إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث عقد قمة ثلاثية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن الملك عبد الله. وسيقوم بداية من السبت القادم بجولة ستشمل جيرانه الكبار الثلاثة، إيران والسعودية ثم تركيا.
وقال العزاوي إن العراق يسعى للحفاظ على سياسة الحياد المتوازن، والتي مكنته من استعادة مكانته الإقليمية والسياسية. مؤكدا أن مسك العصا من المنتصف في العلاقات الدولية لا يخلو من خطورة لكنه حتى الآن يعود بنتائج إيجابية على العراق.
استمعوا إلى تقرير مراسلنا في العاصمة بغداد أشرف العزاوي في الرابط أعلاه