بعد أشهر من المشاورات الشاقة التي أفضت إلى تشكيل الحكومة في لبنان وقبل أن يباشر الوزراء عملهم، فوجئ اللبنانيون بسجال سياسي أطلق شرارته رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط عندما اتهم رئيس الوزراء سعد الحريري بالتنازل عن بعض صلاحياته لإتمام التشكيلة الوزارية مما حدا بالأخير التعليق بالقول أن الحكومة لم تبدأ عملها بعد.
وقال مراسلنا في بيروت أنطوان سلامة أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رد بشكل غير مباشر على جنبلاط عندما غرد بأن الانتقادات بدأت تطال وزراء لم يباشروا عملهم بعد.
وأطلق جنبلاط بعد ذلك سلسلة تغريدات كان مفاد إحداها أن بند استدانة 17 مليار دولار في البيان الوزاري كاف لفهم حجم الهوة التي يتجه نحوها لبنان حسب تعبيره.
وعلى خط آخر، فاجئ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اللبنانيين بإطلالة تلفزيونية عبر شاشة المنار تطرق فيها إلى التشكيلة الوزارية الجديدة وأشار إلى حاجة البلاد الى مزيد من الهدوء والابتعاد عن السجالات في الوسط السياسي. وقال أنطوان أن نصرالله اعتبر أنه يتوجب على الحكومة أن تركز على محاربة الفساد وإصلاح الشأن الاقتصادي ومنح ذلك الأولوية عبر العمل في جو ايجابي وتوافقي بين مكونات الحكومة.
ورد نصرالله بشكل غير مباشر على البيان الأمريكي الذي كشف عن مخاوف من استغلال الحزب لموارد وزارة الصحة بالقول أن وزير الصحة جميل جبق ليس حزبيا وانما مقرب من حزب الله ووصفه بالكفؤ والصديق وختم نصرالله بالتأكيد على أن وزارة الصحة لكل لبنان وليس لحزب الله.