جاء هذا القرار بعد التنسيق مع البحرين، التي تترأس القمة الحالية لجامعة الدول العربية، والأمانة العامة للجامعة، إثر مشاورات مستفيضة مع الدول العربية المعنية.
وفي بيان رسمي، أوضحت وزارة الخارجية المصرية أن التأجيل يهدف إلى ضمان "التحضيرات الجوهرية واللوجستية" اللازمة لضمان انعقاد القمة بشكلٍ فعال. القمة المزمع عقدها في القاهرة ستركز على آخر التطورات في القضية الفلسطينية وقطاع غزة، في وقت حساس يشهد فيه الوضع الفلسطيني تغيرات كبيرة ومعقدة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة لضمان تثبيت الهدنة في غزة، التي دخلت حيز التنفيذ منذ 19 يناير الماضي. في الوقت نفسه، يشهد الموقف السياسي العربي والإقليمي تباينًا في الرؤى حول بعض المقترحات الأمريكية المثيرة للجدل بشأن مستقبل قطاع غزة.
وفي هذا السياق، قال مراسلنا في القاهرة محمد الشاذلي: "تتشاور القاهرة مع العواصم بشكل مكثف وكشفت بالفعل عن تصورها وملامح خطتها لقطاع غزة"، وأضاف: "القاهرة تسعى بشكل جاد للتوصل إلى توافق شامل في هذا الملف الشائك، وتعتبر أن الوضع في غزة يتطلب جهودًا منسقة على مختلف الأصعدة لتحقيق الاستقرار".
وتابع الشاذلي: "القاهرة تؤكد ضرورة اتخاذ خطوات جادة للتعافي المبكر من الأزمة الإنسانية الخطيرة في غزة، خاصة في ظل التصعيد المستمر للوضع الإنساني الذي يعاني منه السكان هناك".
وفي تصريحات له، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أن الهدف من القمة المرتقبة هو "توحيد الموقف العربي وإعادة إعمار غزة من خلال الفلسطينيين، وليس عبر تهجيرهم". وأضاف: "من المهم أن يكون أي حل في غزة قائمًا على مصلحة الشعب الفلسطيني، وأن يضمن حقوقهم في العودة إلى ديارهم وتقرير مصيرهم".
من جهة أخرى، تحدث رئيس وكالة الأونروا، فيليب لازاريني، عن "الدور المحوري" الذي تلعبه الوكالة في هذه المرحلة، مؤكدًا أنها ستكون أحد الأعمدة الأساسية في إعادة بناء غزة. وقال لازاريني: "نحن ملتزمون بتقديم الدعم الإنساني وتسهيل وصول المساعدات الأساسية إلى الشعب الفلسطيني في غزة. لكننا نحتاج إلى مزيد من التعاون الدولي لضمان استدامة هذا الدعم".
كما استضافت القاهرة وفودًا من قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع. في هذا الصدد، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن "الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في غزة، وتحث جميع الأطراف على الالتزام بالهدنة".
من جهة أخرى، أعرب السفير الإسرائيلي في القاهرة عن "استعداد إسرائيل للتعاون في تحقيق السلام المستدام في غزة"، لكنه أشار إلى أن "أي حل مستقبلي يجب أن يضمن أمن إسرائيل ويحترم حقوق الفلسطينيين".
تأتي القمة في وقت بالغ الحساسية، حيث تزداد التوترات في المنطقة، بينما يستمر العمل العربي المكثف لتوحيد الصفوف في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في مواجهة الضغوطات الدولية.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل
