عاد موضوع الحجر الصحي الى الواجهة بعد الإغلاق الذي فُرض على بيرث يوم الجمعة، وعادت معه الاقتراحات بضرورة تغيير نظام الحجر الصحي، وتعالت الأصوات لكي تتحمل الحكومة الفدرالية مسؤولية هذا النظام عوضا عن الولايات منفردةً.
- دعوات للحكومة الفدرالية لأخذ مسؤولية الحجر الصحي بدل الولايات
- الجمعية الطبية والمعارضة تدعوان لإنشاء منشآت خاصة بعيدة عن المدن
- أستراليون يستغلون السفر إلى نيوزيلندا للتوجه إلى الخارج
من البدائل المطروحة، بناء مراكز خاصة خارج المدن، حيث يمكن استنشاق الهواء الطلق عوضا عن البقاء لأربعة عشر يوما داخل غرف الفنادق المغلقة، والتي لم تمنع انتشار الفيروس من شخص لآخر فيها. في هذه الأثناء كُشف عن قيام بعض الأستراليين باستغلال فرصة السفر الى نيوزيلندا للتوجه منها إلى دول العالم الأخرى.
جاء ذلك بعد ظهور الفيروس على رجل من فيكتوريا كان قد امضى فترة حجر صحي لمدة 14 يوما في بيرث، وبعد اكتشاف ثلاث حالات من العدوى المجتمعية في غرب استراليا.
رئيس حكومة ولاية غرب أستراليا مارك ماغوين طالب الحكومة الفدرالية بتوفير أماكن حجر صحي بديلة عن الحجر في الفنادق، قائلا إن الحجر الفندقي لا يفي بالغرض المطلوب. وأشار السيد ماغوين إنه مستعد للعمل مع الحكومة الفدرالية لإنشاء مجمعات للحجر الصحي، وأن هناك عدة أماكن موجودة. قائلا "إنها الطريقة الوحيدة لتقليل المخاطر. وأنه لا يمكن الاستمرار بنفس الطريقة لفترة سنة إضافية أو أكثر".
بيان الحكومة الفدرالية
من جهتها قالت الحكومة الفدرالية في بيان لها إن "مراكز وزارة الهجرة، والقواعد العسكرية التابعة لوازرة الدفاع، لا تناسب ضرورات الحجر الصحي للأستراليين العائدين من الخارج.
وذكر البيان أن "القواعد العسكرية هي قواعد للعمليات، وغير مقبول تعريض عناصر قوات الدفاع للخطر، كما وأن هذه القواعد مجهزة للجنود والسكن المشترك، ولا تناسب الحجر الصحي، كما وأنها ليست قريبة من الخدمات الصحية وخدمات الطوارئ".
وأضاف البيان أن "شبكة مراكز وزارة الهجرة ممتلئة بالأشخاص، ومنهم اشخاص تسعى استراليا لترحيلهم الى بلدانهم الأصلية بعد ارتكابهم جرائم خطيرة في أستراليا ومنها اعتداءات جنسية".
وقال البيان "ليست هذه المراكز ممتلئة فحسب، بل سيكون من الصعب من الناحية اللوجيستية، ومن غير الملائم، أن يوضع العائدون بالقرب من المعتقلين".
يأتي هذا في الوقت الذي قرر فيه المجلس الحكومي الوطني وضع قيود إضافية على حركة المسافرين من وإلى أستراليا. وقال المجلس إنه سوف يتابع تأثير هذه القرارات لضمان بقاء نظام الحجر الصحي الرائد على المستوى العالمي لحماية الاستراليين من كوفيد 19.
ومن الناحية الطبية، قال رئيس الجمعية الطبية الأسترالية الدكتور عمر خورشيد إنه وبينما أثبت نظام الحجر الصحي نجاحا بشكل عام، فإن أستراليا لا تستطيع تحمل المزيد من المشاكل. ويجب القيام بكل ما بوسعنا لتجنب التأثيرات الكبيرة على حياة الاستراليين العاديين. وقال الدكتور خورشيد إن الأفضل هو تطوير منشآت جديدة، تبنى لهذا الغرض، تؤمن سلامة النزلاء، والعاملين فيها على حد سواء".
وأشار إلى موقع Howard Springs على منجم القديم في المقاطعة الشمالية، كنموذج ناجح للحجر الصحي.
المهندس منير الريس، صاحب شركة مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة وكان قد أمضى أسبوعين في الحجر الصحي في منشأة هاورد سبرينغز، التي تستخدم للحجر الصحي، بعد أن كانت مجمعا لعمال منجم في المقاطعة الشمالية، ويقول إن التجربة في ذلك الموقع كانت جيدة.
"يمكن للشخص الخروج إلى شرفة الوحدة السكنية والمشي في ممرات المجمع، وربما هي أفضل من الحجر داخل المنزل".
في هذه الأثناء، يقوم العديد من الأستراليين باستغلال فرصة السفر المسموح به بدون قيود إلى نيوزيلندا، كطريق للهروب إلى دول أخرى. لكن هذا الامر يترتب عليه غرامات باهظة، واحتمال السَّجن أيضا، بموجب قوانين جديدة.
فلقد قام وزير الصحة غريغ هانت بتغيير قانون الأمن الحيوي Biosecurity Act لتحديد أنه ليس بإمكان الاستراليين استخدام نيوزيلندا كمحطة للسفر إلى الخارج.
وبموجب التعديل الذي أجري على القانون يوم الاثنين، يمكن فرض غرامة قد تصل إلى 63 ألف دولار، مع حد أدنى يصل الى 6300 دولار. كما وأنه يمكن فرض عقوبة السجن لخمس سنوات إذا ما أدين الشخص.
غير أن البروفسورة Kim Rubenstein من جامعة كانبرا وهي خبيرة بقانون الجنسية، تقول إن تلك العقوبات قد لا تكون دستورية.
لكن التغييرات التي وضعها الوزير هانت، تستثني الأشخاص الذين يريدون السفر لأسباب رحيمة، مثل رؤية أحد أفراد العائلة الذين يعانون من مرض خطير، أو في حالة موت أحد أفراد العائلة، أو لتلقي علاج طبي طارئ.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة إنه وبسبب المخاطر الصحية المرتبطة بالسفر، لا يزال السفر مقيدا/ وأن على الذين يريدون السفر خارج أستراليا أو نيوزيلندا، أن يتقدموا للحصول على تصريح من خلال موقع وزارة الداخلية، وأن يراجعوا نصائح السفر على Smartraveller الخاصة بالوجهة التي يريدون الذهاب اليها.
استمعوا إلى اللقاء مع المهندس منير الريس في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.