رحبت الجالية الإسلامية في نيوزيلندا بتوصيات التقرير الذي أصدرته الهيئة الملكية للتحقيق في ملابسات هجوم كرايست تشيرش وإجراءات الوكالات الحكومية قبل الواقعة.
وقدمت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن اعتذارا عما وصفه التقرير "بمواطن الفشل" لدى الحكومة قبل التقرير.
كما اعتذر مفوض الشرطة في البلاد للجالية المسلمة لعدم قدرة الأجهزة الأمنية على تعقب الجاني بعد شراءه الأسلحة التي نفذ بها المجزرة.
إمام مسجد النور في كرايست تشيرش جمال فودة، كان على منبر المسجد لحظة اقتحام الأسترالي برينتون تارانت دار العبادة وفتح النار على المصلين يوم الجمعة الموافق 15 مارس عام 2019.
وقال فودة "نيوزيلندا قدمت نموذجا جديدا في تواصل المجتمع مع بعضه والحب بين الناس، ومرة أخرى تدهش نيوزيلندا العالم بهذا الاعتذار من رأس الدولة ثم من الشرطة ثم من المخابرات."
وأضاف "هذا نموذج جديد يرسل رسالة إلى كل من يستخدمون الإسلام والمسلمين مطية لتوجيه الاتهام لجميع المسلمين بسبب أفعال بعض من يستخدمون الإسلام لأجندة سياسية واجتماعية."
التقرير المكون من 800 صفحة تقريبا قدم 44 توصية منها إجراء إصلاحات على قوانين خطاب الكراهية وتغيير شروط ترخيص ترخيص السلاح وإنشاء وكالة وطنية جديدة للأمن والاستخبارات.
كما أوصى التقرير بتعيين وزير جديد لمكافحة الإرهاب وتخصيص تمويل إضافي للأبحاث في مجال التطرف في نيوزيلندا.
وقال الشيخ جمال فودة "لابد أن نأخذ فترة لفهم التقرير وتفعيل الشراكة بين الشعب والدولة وكل الوكالات الموجودة من أجل إنتاج نموذج جديد يحتذي به العالم أجمع."

Archive photo of New Zealand Prime Minister Jacinda Ardern with Imam Gamal Fouda. Source: AP Photo/Mark Baker
وأضاف "نحن نتطلع إلى التغيير، ونعمل مع الدولة ونؤكد على حب هذا الدولة ونثق في الدولة والشعب."
وأكد "التغيير هو أهم شيء نطمح إليه وهو ما سيحدث إن شاء الله حين نتعاون مع الدولة لنحدد كيف سيكون المستقبل بالنسبة لنا كمسلمين أو غير مسلمين."
وانتقد التقرير قيام الوكالات الأمنية في نيوزيلندا بوضع جهدا في متابعة انشطة المتطرفين الإسلاميين غير متكافئ مع التهديد الذي يمثلونه.
في الوقت نفسه، فشلت السلطات في تقدير حجم التهديد الذي يمثله المتطرفون من التيار اليميني المتشدد في البلاد قبل وقوع الهجوم.
ورغم ذلك خلص التقرير إلى أن الحكومة لم يكن بمقدورها أن تتنبأ بوقوع هجوم وشيك مهما اتخذت من إجراءات.
وقال الشيخ فودة "المسلمون في نيوزيلندا قدموا أيضا نموذجا فريدة مليئا بالحب والسلام لجميع البشر."
وأضاف "الاختلاف بين الناس يجمعنا ولا يفرقنا وهو قوة لنا جميعا."
وأكد فودة أن ما حدث في نيوزيلندا يقدم "درسا عظيما" لكل من يتهمون الإسلام والمسلمين.
وقال "دعوت الرئيس الفرنسي في بيان صحفي أن يتخذ آردرن قدوة، وأن ينصت إلى كلمة الصواب وصوت العقل."
وأضاف "المسلمون في فرنسا مضطهدون ولابد أن ينظر إلى نموذج نيوزيلندا والتي وضعت الجميع تحت مظلة الوطنية والجنسية التي يحملونها."
وأكد "هؤلاء فرنسيون وهؤلاء نيوزيلنديون، ولابد أن يكون هناك اعتبار للقانون وحقوق الإنسان وأن يكون مقصدنا جميعا العيش في سلام ووئام."
وتعهدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية بتطبيق جميع التوصيات الواردة في التقرير بحلول مارس آذار القادم.
وقالت إنها ستناقش النتائج الواردة مع رئيس الوزراء سكوت موريسون.