جاءت ردود الفعل على ما خارطة الطريق التي أعلن عنها رئيس حكومة فيكتوريا دانيال أندروز متباينة، فهناك من انتقدها بشدة على أنها ستؤدي بالولاية والاقتصاد فيها إلى الهلاك، وهناك من أيدها على أن اعتمدت على بيانات علمية ودراسات نماذج.
وبينما تخوف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون من "وقعها الخطير على الاقتصاد"، أشاد بالطريقة التي تتعامل فيها ولاية نيو ساوث ويلز في التعايش مع الفيروس، لكنه قال إن الحكومة الفدرالية ليس بإمكانها التدخل في قرارات الحكومة في الولاية، لافتا إلى أن حكومته ستراجع الطريقة التي اعتمدها أندروز وفريقه للتوصل إلى قرار عدم الفتح السريع للحركة التجارية.
- النقاط الرئيسية
- أندروز يدافع عن خطته
- رئيس الوزراء ينتقدها ويشيد بحكومة نيو ساوث ويلز
- هيئات اقتصادية تتخوف من إفلاس مصالح تجارية واختفاء أخرى
غداة إعلان رئيس حكومة فيكتوريا دانيال أندروز أمس عن خارطة الطريق للأيام والشهور القادمة لنقل الولاية من حالة الاغلاق إلى حالة طبيعية في ظل جائحة كورونا في الولاية فيما يسميه أندروز (كوفيد نورمال)، سجلت الولاية اليوم تراجعا في الإصابات بالفيروس، حيث بلغت اليوم إحدى وأربعين حالة. هذه النتيجة قد تكون مشجعة، وقد تكون نتيجة تبعث على التفاؤل والتأكيد بأن ما تقوم به حكومة فيكتوريا قد بدأ يُزهر.
لكن الخطة التي أعلن عنها أندروز أمس والتي كان من المتوقع أن تعلن عن تخفيف بعض القيود، جاءت محبطة ومخيبة لآمال الكثيرين. فالقيود لن تخفف بشكل ملحوظ قبل حوالي سبعة أسابيع، أي لغاية 26 من شهر أكتوبر تشرين الأول، بشرط أن تتراجع حالات الإصابة إلى خمس إصابات كمعدل يومي على مدى أسبوعين.
وبينما اعترف السيد أندروز بأنه كانت هناك توقعات لدى الناس بأن يسمعوا أخبارا افضل، لكنه دعا إلى عدم الاستسلام الآن، وقال إن الاستراتيجية أثبتت فعاليتها، ويجب الاستمرار فيها لأن النتائج واضحة وملموسة، نافيا ما يقوله البعض أن هناك بدائلَ أخرى، ومشددا على ضرورة الاستمرار والتشبث بالأمل والتكافل الاجتماعي في مواجهة هذه الأزمة. واعدا بتقديم حزمة للإنقاذ، لمساعدة المصالح التجارية، لكنه لم يعطِ تفاصيل إضافية حولها الآن.
وقد عبّر رئيس الوزراء سكوت موريسون ووزير الخزانة جوش فريدنبرغ ووزير الصحة غريغ هانت (وكلاهما من فيكتوريا) عن قلقهم من تأثير تلك الخطة على الاقتصاد وعلى الصحة النفسية بنفس الوقت.

المحال التجارية مقفلة Source: I Riman
في هذه الأجواء عقد رئيس الوزراء سكوت موريسون اليوم مؤتمرا صحافيا قال فيه إن إغلاق الحركة التجارية وإغلاق الحدود بين الولايات ليس دليلا على النجاح، لكنه أشاد بقيادة رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بريجيكليان، ونوّه بما تقوم به كخطة للتعايش مع الفيروس، وبالأخص فيما يتعلق بقدرة الولاية على تتبع الحالات بشكل سريع وفعال.
غير أن رئيس حكومة ولاية فيكتوريا دانيال أندروز والمسؤول الطبي الأول فيها بروفسور برت ساتون، قالا أمس أن خطة الطريق هذه ضرورية لتجنب موجة ثالثة من انتشار الفيروس، وأعلنا أن القرارات بُنيت على العلم وقيام الخبراء بدراسة نماذج الانتشار.
مجموعات أصحاب المصالح التجارية وصفت الخطة بأنها خارطة نحو لا مكان، وقال المدير التنفيذي لغرفة الصناعة والتجارة في فيكتوريا Paul Guerra إن المصالح التجارية التي حاولت وتحاول البقاء على قيد الحياة لأشهر، سوف تضطر الآن لمواجهة الواقع ومواجهة موظفيها بالحقيقة المرة وهي أن وظائفَهم لم تعد موجودة.

Source: I Riman
وفي حديث مع SBS ARABIC24 قال السيد نعيم ملحم رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الأسترالية - فرع فيكتوريا إن هناك الكثير من الناس الذين شعروا بخيبة أمل لأنهم كانوا ينتظرون أن ترفع القيود وكانوا متلهفين لذلك، لكن لا بدّ أن الحكومة لديها معلومات ومعطيات تجعلها تتخذ هذه الاحتياطات للسيطرة على انتشار الفيروس في الولاية، غير أنه تخوف من أن يؤدي استمرار الاغلاق إلى انهيار مصالح تجارية لا تحصل على أي إعانات مالية، وقال:
"أصحاب المصالح الذين لم يتلقوا أي إعانات لا يستطيعون دفع إيجار محلاتهم أو الفواتير المتراكمة والقروض المصرفية".
وأشار السيد ملحم إلى أن هناك بوادر على أن الكثير من تلك المصالح لن تستطيع النجاة من المأزق الذي وجدت نفسها فيه في الوقت الذي ليس فيه تاريخ محدد لمزاولة عملها من جديد، وتخوف من أن يعلن الكثير منها الافلاس أو الدخول في إدارة طوعية.
من جهتها، قالت عمدة مدينة ملبورن سالي كاب اليوم إن الوقت ليس وقت انقسام، لكنه وقت للتركيز على الانقاذ ومساعدة أصحاب المصالح التجارية الصغيرة في المدينة، بحيث يعودون إلى العمل بطريقة سليمة وآمنة من كوفيد 19. وبينما شددت على ضرورة التعاون بين الجميع قالت إن البلدية وضعت خطة من عشر نقاط لفتح قطاعات البيع بالتجزئة ومحلات بيع الأطعمة عندما يحين الوقت لذلك.

مخاوف من إفلاس مصالح تجارية بسبب القيود Source: I Riman
وقد أشارت تقارير إعلامية اليوم إلى تأثير القيود التي لم تخفف على العائلات وعلى قدرة المقترضين على تسديد أقساط القروض المنزلية، بالإضافة إلى التأثير العام على الميزانية وعلى النمو الاقتصادي بشكل عام في أستراليا بينما تدخل البلاد في أول ركود اقتصادي منذ 28 عاما، أضف إلى ذلك إغلاق الحدود في ولايتي غرب استراليا وكوينزلاند، في تصرف وصفه البعض بالأناني.
استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.





