سجل وباء كورونا خلال الأسبوع الماضي عددا من الأرقام غير المسبوقة مع تفشي موجة ثانية عنيفة في أوروبا وعودة عدد من الدول إلى إجراءات الإغلاق وحظر التجول. فلأول مرة يتم تسجيل أكثر من 400,000 إصابة في يوم واحد، كما تجاوز إجمالي أعداد الإصابات في العالم 40 مليونا بالإضافة إلى تجاوز الوفيات في أوروبا وحدة ربع مليون شخص.
الفيروس قضى على أكثر من مليون شخص حول العالم، ومع عودة موسم الشتاء إلى نصف الكرة الشمالي فإن المخاوف من الموجة الثانية تتزايد مع الوقت.
الطبيب العام الدكتور محمد المقابلة من ولاية فيكتوريا قال إن هذه الأرقام تدعو لما أسماه "الخوف المنطقي"؛ مؤكدا أن الفيروس مازال موجودا ويجب الحذر منه.
النقاط الرئيسية:
- الأرقام تعزز وجوب وقاية أفراد المجتمع وفق معايير السلطات الصحية
- النهج الأسترالي نموذج جيد للسيطرة على الانتشار، ثم التخفيف التدريجي
- إيجاد لقاح هو الأمل الأكبر للعالم، بانتظار الإفراج عنه بعد إثبات نجاحه سريريا
وقال الدكتور محمد المقابلة: "بحكم عملي كطبيب شهدت 100حالة مصابة، منها 98% شفيت، ولم يتوف إلا حالتان لشخصين تجاوزت أعمارهما السبعين عاما".
وأكد أن هذه الأرقام تعزز وجوب الحماية والوقاية باتباع إجراءات السلامة لجميع أفراد المجتمع وفق المعايير التي تصدرها السلطات الصحية دون تهاون أو استخفاف.
وحذر المقابلة من الالتفات إلى أي شائعات غير حقيقية مع ضرورة الوعي بالتعامل مع الآخرين بمبدأ: "الآخرون مصابون وأنا مصاب، وبذلك أحمي نفسي و أحمي مجتمعي".
وحذرت الحكومات الأوروبية من وضع "خطير" في ظل موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ما قد يجعل من القارة البؤرة الجديدة لوباء كوفيد-19. واتخذت المزيد من الدول الأرووبية تدابير وقائية مثل حظر تجول جزئي في فرنسا وحجر منزلي في ويلز وإيرلندا.
وقال الدكتور محمد المقابلة إن أي تهاون في الإجراءات الوقائية من الضروري أن يؤدي لموجة انتشار ثانية، خاصة أن الفيروس مازال قيد الدراسة وتحت المجهر لإيجاد لقاح.
وأضاف المقابلة إن عودة الفيروس للتفشي عالميا يؤكد على ضرورة محاصرة الفيروس بكل الوسائل والحفاظ على النهج الوقائي في التعامل مع إلى أن يتم الإعلان عن اللقاح.
وقال الدكتور المقابلة إن النهج الذي اتبعته أستراليا كان نموذجا جيدا للتعامل مع الوباء من خلال السيطرة على التفشي، ومن ثم التخفيف التدريجي للقواعد ليتم السيطرة على الوباء. وأكد أن الأرقام المعلنة من السلطات الصحية خير دليل على ذلك.

GP Dr. Mohammad Maqableh Source: supplied by M.Magableh
وقال الدكتور المقابلة إن بعض الدول التي اعتمدت نهج مناعة القطيع تعاني حاليا معاناة شديدة، لذلك فإن النهج الأسترالي رغم التضحيات الاقتصادية هو الأنجح.
وسببت وفاة أحد المتطوعين أثناء مشاركته في التجارب السريرية للقاح كورونا في البرازيل حالة من القلق بشأن إمكانية التوصل إلى اللقاح. المتطوع الذي يشارك في تجارب لقاح أوكسفورد الذي تعول عليه أستراليا، هو أول حالة للوفاة في اختبارات اللقاح حول العالم.
وقال طبيب الصحة العامة الدكتور محمد المقابلة إن إيجاد لقاح يبقى الأمل الأكبر للعالم، موضحا أن الوصول إلى اللقاح سيكون مرتبطا بنجاح التجارب السريرية.
وشجع المقابلة الناس في أستراليا على تناول اللقاح، مؤكدا أن أستراليا لن تصرح باستعمال اللقاح قبل ثبوت فعاليته؛ إذ أنه من المستحيل أن يكون هناك دولة ترغب بإلحاق الضرر بمواطنيها.
استمعوا إلى لقاء طبيب الصحة العامة الدكتور محمد المقابلة باللضغط على التدوين الصوتي أعلاه .
إذا كنت تعاني من أعراض البرد أو الأنفلونزا، ابق في المنزل ورتب موعدا للفحص عن طريق الاتصال بطبيبك أو الاتصال بالخدمة الوطنية للمعلومات الصحية عن فيروس كورونا على الخط الساخن 1800 020 080.
أس بي أس ملتزمة بتوفير آخر التحديثات للجاليات المتنوعة في أستراليا عن كوفيد-١٩. آخر الأخبار والمعلومات متاحة الآن بثلاثٍ وستين لغة عبر sbs.com.au/coronavirus.