وصلت هند حرب إلى مدينة ملبورن قادمة من مصر في عام 2014 بعدما حصلت على تأشيرة شريك لتلتحق بزوجها الذي كان يعمل هناك. وكأي قادم جديد، واجهت هند بعض الصعوبات التي حالت دون اندماجها في المجتمع الأسترالي فلغتها الانجليزية كانت ضعيفة ولم يكن لديها معارف أو أصدقاء ليؤنسوا غربتها.
وعن تلك المرحلة، قالت هند في حديث لأس بي أس عربي24: "كان لدي أطفال ولم أكن قادرة على التعايش مع الوضع الجديد وفي نفس الوقت أرغب في العمل ولذا بدأت أفكر في تأسيس مصلحة تجارية من المنزل".
وفي بادئ الأمر، ركزت هند على المطبخ المصري وبدأت في تزويد الطعام للشركات والأفراد. وفي عام 2017 سمعت عن برنامج Stepping Stone الذي تديره وتشرف عليه منظمة Brotherhood of St Lawrence
"أول ناس دعموني وغيروا حياتي 180 درجة" بهذه الكلمات عبرت هند عن امتنانها للمنظمة التي منحتها فرصة الاختلاط بأفراد المجتمع واتخاذ أولى الخطوات على طريق النجاح في عالم الأعمال التجارية الصغيرة.
وضمن البرنامج الذي انخرطت به، تعلمت هند المبادئ الأساسية لإدارة المشاريع وبدأت تتبلور لديها أفكار أكثر وضوحاً عن الكيفية التي بإمكانها من خلالها تسويق منتجاتها الغذائية. وبعد انتهاء الدورة، رافقت المنظمة هند في سعيها للحصول على الأوراق اللازمة لبدء مشروعها.
وشرحت قائلة: "في البداية كانت لغتي الانجليزية ضعيفة ولذا قاموا (المنظمة) بإرسال شخص معي إلى البلدية لاستكمال أوراق مشروعي. شعرت بتغيير ايجابي كبير على الصعيد النفسي والمادي الحمدلله".
وبعد الانطلاقة القوية في مجال تزويد الطعام للشركات والمنظمات، اندلعت أزمة وباء كورونا وعطلت كل مناحي الحياة وانعكست بشكل واضح على هند مع تطبيق توصيات العمل من المنزل وفق تعليمات السلطات الصحية للحد من انتشار الفيروس.
ومع بدء الموجة الثانية بكوفيد-19 في ملبورن وقيود المرحلة الرابعة، تعثر مشروع هند بشكل كلي: " الحجوزات ألغيت ومن فترة طويلة ليس لدي عمل".
وللتأقلم مع الظروف الجديدة، قررت هند إدخال تغيير على فكرة المشروع فتوجهت إلى صناعة الحلويات: "فتحت صفحة على تطبيق اتساغرام. أنا مهتمة بالأكل الصحي وفي نفس الوقت أحب صناعة الحلويات ومن هنا جاءت فكرة sweethend".
ولكن الجائحة والمخاوف من انتقال العدوى لدى الناس خفف من وتيرة العمل ولكن لتجاوز هذه العقبة الجديدة، حصلت هند على شهادة في "معايير سلامة الأغذية" بعدما أكملت دورة حول هذا الموضوع في المنظمة المذكورة.
إعلان رئيس حكومة فكتوريا دانييل أندروز تخفيف القيود الاجتماعية والسماح لسكان ملبورن بالتحرك في نطاق 25 كيلومتر بدلاً من 5 كم، حمل في طياته بعض الأمل لأصحاب الأعمال الصغيرة ومنهم هند التي بدأت تشعر ببشائر انتعاش مشروعهاً ونهوضه مجدداً.
وختمت هند بالقول: "بدأت الطلبات ترد مجدداً وخصوصاً من أولئك المهتمين بالطعام الصحي المصنوع من مكونات عضوية. التخفيف الأخير ساعد حتماً ولكننا نأمل بتخفيف المزيد من القيود لأتمكن من شراء المواد الأولية التي أحتاجها والمتوفرة في مناطق محددة من المدينة".
وقالت مسؤولة التنمية الاجتماعية في Brotherhood of St Lawrence انعام بركات ان جائحة كورونا أثرت على كثيرين وخصوصا اصحاب المصالح الصغيرة: "المنظمة ترغب باستطلاع المزيد من المعلومات عن آثار الفيروس على مشاريع اللاجئين وطالبي اللجوء أيضاً".
واستحدثت المنظمة مؤخراً برنامج Refugee Action Program بدعم من حكومة ولاية فكتوريا لمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء على تأسيس منظمات مجتمعية وتحقيق طموحاتهم وآمالهم من خلال تعميق تواصلهم مع أفراد المجتمع العريض.
استمعوا إلى المقابلة مع هند حرب وانعام بركات في الملف الصوتي أعلاه.