قررت حكومة نيو ساوث ويلز تعديل قيود كوفيد المفروضة على زيارة المستشفيات بعد تعالي أصوات أشخاص فقدوا أحباء لهم دون أن يتمكنوا من وداعهم في ساعاتهم الأخيرة في المستشفى. خطوة جاءت متأخرة بنظر أسر توسلت من أجل السماح لها برؤية مريض عزيز وغال، ووداعه في ساعاته الأخيرة.
وكانت تلك القيود فرضت من جديد في شهر ديسمبر الماضي مع ارتفاع أعداد الإصابة بأوميكرون في الولاية ومُنع بموجبها دخول الزائرين إلى المستشفى. وفي ذلك الوقت قالت وزارة الصحة في الولاية إنها سوف تسمح لبعض الناس بزيارة أحبائهم في المستشفى، بحسب الحالة مثل أن تكون ولادة طفل أو يكون المريض في قسم العناية الملطفة.
وقد شكا كثيرون من أنهم طلبوا رؤية ذويهم المرضى لكن لم يُسمح لهم بذلك، ويعتقدون أن حالتهم قد تدهورت بسبب نقص الدعم الأسري. واضطرت حكومة نيو ساوث ويلز إلى مراجعة إرشادات زوار المستشفيات بعد أن تكررت حوادث مروعة تحدث فيها أفراد الأسر عن معاناتهم.

NSW Premier Dominic Perrottet. Source: AAP
وقد عبّر رئيس حكومة الولاية دومينيك بروتيه عن أسفه الشديد، وقال إنه تحدث مع إحدى الأسر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذرف الدموع عند سماع قصتها. وقال رئيس حكومة الولاية دومينيك بروتيه إن "التعاطف يجب أن يتغلب على الحذر".
وتم تصميم القواعد الجديدة الآن على أساس تسهيل الزيارات بدلا من منعها. وسوف يُسمح بالزيارات إذا كانت ذات فائدة عاطفية وجسدية لصحة وعافية المرضى. وقالت بعض العائلات التي عانت من هذه القيود أنها أرسلت رسائل إلى رئيس حكومة الولاية وإلى وزير الصحة براد هازارد لكنها لم تتلقيا أي رد منهما.
وتقول السيدة شهلاء شاكر التي فقدت والدها منتصف العام الماضي إن المستشفى لن تسمح للعائلة بزيارته ووداعه وهو على فراش الموت. وقال إن قرار حكومة نيو ساوث ويلز اليوم جاء متأخرا بعد "النكسة والغصة" التي ما زالت تشعر بهما.
أنا لا أقبل الاعتذار ولا أسامح، ما زلت أبكي لغاية الآن
وتقول شهلاء إنها وبعد ساعات من التوسل مع المستشفى للسماح لها برؤية والدها والتكلم معه تم ايصالها به عبر الهاتف حيث رأته عبر شاشة "التابلت". وتقول إن الممرضة أخبرتها أنه كان سعيدا بعد المكالمة. لكنه ما لبث أن توفي بعد يوم واحد.
وقالت ردا على اعتذار رئيس حكومة الولاية: "أنا لا أقبل الاعتذار ولا أسامح كنت أتمنى لو رأيته من الشباك لأسلم عليه، ما زلت أبكي لغاية الآن.

Shahlaa Shaker and her late father. Source: Supplied by Shahlaa Shaker
وعبرت شهلاء في حديث مع SBS Arabic24 عن أملها بتحقيق حلم من أجل تخليد ذكرى والدها.
"أريد المساعدة في إنشاء مركز لرعاية كبار السن، خاصة للجالية المندائية، أريد أن أوفر لكبار السن كل ما يحتاجونه من رعاية تلائم عاداتنا وتقاليدنا، أرجو مساعدة الجميع لإقامة هذا المركز، فهناك مراكز كثيرة في أستراليا، وحلمي أن أحول التجربة التي مررت بها إلى شيء إيجابي لتخليد ذكرى والدي الذي رحل وترك في قلبي حسرة لا تمحى".
أما السيدة دلال الحاج سمايلي وهي من مدينة ملبورن فوصفت ذلك اليوم الذي نقلت فيه والدتها إلى المستشفى بسيارة الاسعاف لكن لم يسمح لأحد من افراد العائلة بمرافقتها.

دلال الحاج سمايلي Source: Well Spring for women
أنا لست زائرة وعليكم واجب الرعاية
"اتصلت بالمستشفى وقلت لهم أنني قادمة لآرى أمي، لأنها تعاني من مرض الخرف، فكيف تتعاملون معها وهي لا تتكلم الانجليزية ولا تعرف ما يجري. قالوا لي إن الزيارات غير مسموحة فقلت لهم أنا لست زائرة، هذه أمي وهذا واجبكم أن تسمحوا لي بمساعدتها".
وتضيف دلال: "كانت في ضياع، كانت خائفة ومرعوبة، كانوا يحاولون أخذ عينة من الدم، وكنت سأصاب بانهيار".
"كان الوضع مؤلما، وقلت لهم أنكم لن تستطيعوا القيام بأي شيء هنا، وافق الطبيب على ذلك لأنها كانت تعاني من التهاب في القدم، وهي ليست مطعمة نظرا لكبر سنها، فوصفوا لها مضادا حيويا وقلت لهم أني سآخذها إلى البيت لأنه سيكون أكثر أمانا لها".
الوضع في المستشفى كان كساحة حرب
وتقول دلال إن الوضع كان "كمنطقة حرب" في المستشفى نظرا للازدحام وللضغط الذي تعاني منه المستشفيات. وقالت إن منع الأبناء أو أفراد الأسرة من زيارة ذويهم في المستشفى هو عمل غير مقبول وغير إنساني، خاصة في حالة كحالة والدتها التي تعاني من مرض الخرف ولا تتحدث الانجليزية.
أما سلوى فشاركت تجربتها أيضا وقالت إنها فقدت والدتها وشقيقها في أواخر العام الماضي ولم يسمح لها بأن تزورهما. وقالت إن على الحكومة أن "تراعي هذه الحالات الانسانية".