هناك أكثر من 23 لقاح قيد الاختبار حول العالم، وهناك انطباع سائد بأن نجاح أحد اللقاحات الواعدة لفيروس كورونا - من أبرزها لقاحا أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد وبيونتيك-فايزر الألماني الأميركي - سيكون كفيلاً بالقضاء على كابوس كورونا ولكن لخبراء الصحة رأي آخر.
ترى الباحثة في العلوم الدقيقة في ملبورن د. تغريد استيفان أنه حتى لو تم التوصل إلى لقاح فمن الصعب تقدير فترة الوقاية التي سيمنحها للأشخاص، فضلاً عن المدة الطويلة التي سيستغرقها تلقيح نسبة كبيرة من السكان وبالتالي كبح انتشار الفيروس.
وأشارت د. تغريد إلى التغييرات التي قد تطرأ على بنية فيروس كورونا وبالتالي تقويض أهمية اللقاح المنتظر: "كما هو الحال في لقاح الانفلونزا مثلاً فنحن نأخذه كل سنة لأن الفيروس مكون من جزئية RNA والتي يمكن أن يحصل فيها طفرات وبالتالي الحاجة إلى تعاطي جرعات إضافية من اللقاح المطوّر."
وشرحت المحاضرة في جامعة RMIT مفهوم التلقيح الذي يؤدي إلى توليد الجسم لـ "خلايا ذاكرة" مهمتها تذكر شكل الفيروس ولكن في حال طرأ تغيير على بنية هذا الفيروس فلن تتذكر الخلايا الفيروس.
وأضافت: "لن تأخذ مناعة كاملة في حال تغير الفيروس وقد تحتاج جرعة اضافية قادرة على التعامل مع التغير الجديد لكي يتسنى لجسمك توليد أجسام مضادة للبروتين الجديد."
ولكن جهود احتواء الوباء لا تقتصر على اللقاح حيث تجري حالياً أبحاث في مختبرات رائدة عالمياً للعثور على علاج آمن. وقالت د. تغريد ان طرق التشخيص أيضاً ستصبح أسرع وأكثر فعالية وكل ذلك يندرج تحت مظلة التعايش مع الفيروس وتقليل عدد الإصابات والوفيات إذ يصبح الفيروس "غير قاتل".

Australia government has two vaccine contracts in place - the Oxford-AstraZeneca and the University of Queensland-CSL. Source: AAP
"علينا أن نتعايش مع الفيروس"
مع انحسار فيروس كورونا في أستراليا وتفجر إصاباته مجدداً في الولايات المتحدة وأوروبا، بدأ الأستراليون بالمقارنة بين ما يحدث هنا وما يحدث في الخارج وبات البعض يميل إلى الشعور بالأمان وانعدام الخطر مما استدعى من أكبر مسؤولي الصحة في البلاد تذكير الناس بخطر الفيروس الذي لا يزال بيننا.
"لم نتغلب عليه بعد" بهذه الكلمات القليلة اختصر كبير المسؤولين الصحيين الفدرالي بالإنابة د. كيلي، الحالة الوبائية في أستراليا رغم عدم تسجيل البلاد لأي إصابات مجتمعية أو وفيات على الصعيد الوطني يوم أمس.
وقال د. كيلي في حديث لراديو ABC ان أرقام الإصابات خارج أستراليا يجب أن تكون سبباً يدفعنا للتفكير في المستقبل. واعتبر كيلي أن التراخي وإهمال تعليمات السلطات الصحية قد يكون أكبر خطر يتهددنا في المستقبل.
وسجلت فيكتوريا أربعة أيام متتالية من تسجيل إصابات جديدة بالفيروس في أرقام هي الأفضل منذ 5 أشهر في الولاية التي كانت فيها القيود على أشدها لـ 111 يوماً.
الآن، وبعد أن باتت الأمور تحت السيطرة في كل الولايات والمقاطعات، يسعى رئيس الوزراء سكوت موريسون إلى الدفع بخطوات عملية نحو فتح الحدود الداخلية بحلول عيد الميلاد القادم.
وعللت د. تغريد انخفاض إصابات فيروس الانفلونزا لهذا العام بتقليل الاجتماعات والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرار.
وفي النهاية، شددت على ضرورة الاستمرار في اتباع التعليمات الصحية حتى وان كان عدد المصابين في المجتمع قليلاً أو يقترب من الصفر: "علينا ألا ننسى أنه هناك أشخاص مصابون لا تظهر عليهم الأعراض ولكنهم قادرون على نقل العدوى."
استمعوا إلى المقابلة مع خبيرة الأحياء الدقيقة د. تغريد استيفان في الملف الصوتي أعلاه.