"كنت أخطط لافتتاح المحل مطلع العام ولكنني اضطررت للتأجيل" هكذا أجابت فاطمة عمران المتحدرة من أصول لبنانية، على سؤالنا عن السبب الذي دفعها إلى "المخاطرة" وفتح مصلحة تجارية في هذه الفترة التي يسودها الكثير من عدم اليقين على كل الأصعدة ولا سيما الاقتصادي منها بسبب جائحة كوفيد-19 التي قلبت موازين الاقتصاد وعبثت بأحلام مالكي المصالح التجارية الصغيرة التي تعتبر الخيار المفضل للمهاجرين ولا سيما أبناء الجالية العربية.
وفي حديث لها مع أس بي أس عربي24، شرحت فاطمة أن صنع الحلويات لطالما كان يستهويها من صغرها، والتفاصيل الصغيرة في المحل الجديد، شاهدة على كل هذا الحب والشغف للحلويات وقدرتها السحرية على رسم ابتسامة على الوجوه في أحلك الأوقات وأكثرها صعوبة. ويبدو أن هذا الشغف بالحلويات بدأ منذ الصغر لدى فاطمة: "أنا طول عمري بعمل كيك. منذ صغري وأنا أستمتع بصنع الحلويات."
هذا المحل ليس المحاولة التجارية الأولى لفاطمة، حيث سعت منذ ثماني سنوات إلى تأسيس مصلحة صغيرة في مجال صنع الحلويات ولكن الظروف حالت دون استمراره: "تسببت الفيضانات في إلحاق ضرر كبير بالمحل القديم واضطررت لإقفاله منذ سنة ونصف تقريباً."
الصعوبات والعراقيل لم تثني فاطمة عن مواصلة مشوارها في ملاحقة حلمها الذي عاد ليصطدم مجدداً بوباء كورونا فتعطلت أعمال الديكور والانشاءات لبضعة أشهر في المحل الذي افتتحته مؤخراً. ولكن سرعان ما تحسن الوضع الوبائي في نيو ساوث ويلز وخففت الحكومة المحلية من القيود على التجمعات مما شكل فرصة ذهبية سمحت لفاطمة لوضع اللمسات الأخيرة على المحل والمباشرة بالافتتاح الأسبوع الماضي.
الكيك والحلويات ستبقى مرغوبة دائماً. الطلب على قوالب الحلوى سيبقى موجوداً.
حرائق الغابات والجفاف وفيروس كورونا، عوامل لعبت مجتمعة دوراً في انكماش اقتصاد الولاية الأسترالية الأكبر بمقدار 10% هذا العالم المالي. ورغم حزم الدعم الاقتصادي السخي التي قدمتها الحكومة الفدرالية والتي تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات، لم تتمكن الكثير من الأعمال التجارية الصمود في وجه العاصفة.
فاطمة التي تشعر بالأسى تجاه من اضطروا لإقفال أعمالهم، وجهت كلمة لأصحاب الأعمال المتضررة: "العالم كله تأثر بالجائحة، وأعلم أنه ليس من السهل أن يكون الشخص في موقف كهذا مع كل المسؤوليات تجاه الموظفين. أقول لكل من يمر بظرف صعب: هناك دائماً قوس قزح بعد العاصفة، دعونا نتفاءل بالمستقبل."
أنا شغوفة بالحلويات لأنني أرى أنها تسري الهموم. حتى لو كنت سعيداً، تصبح أكثر سعادة بقطعة من الحلوى.
واحتفى النائب في برلمان نيو ساوث ويلز بافتتاح مشروع فاطمة حيث التقط صورة لها مع العاملات هناك أثناء زيارته للمحل. وعن كفاية الدعم الحكومي المقدم لقطاع الأعمال، بدت فاطمة مقدرة للظروف التي تمر بها أستراليا والضغط الاقتصادي الهائل على مواردها المالية: "تواجه الدولة حالياً مشاكل كثيرة وتسعى لتوفير الدعم ولكن عدد العاطلين عن العمل بات مرتفعاً. دون هذا الدعم لكان عدد الأعمال التجارية المقفلة أكبر بكثير."
وفي الختام، شكرت فاطمة المجتمع المحلي: "الدعم كبير. أشعر أنني مغمورة بالاهتمام." وتوجهت فاطمة بالشكر الصادق لوالدتها التي وفقت جانبها ولا تزال في هذه المرحلة الحساسة من علمها التجاري "في كل مصلحة تجارية جديدة، لا بد من العمل على مدار الساعة. أعمل 16 أو 17 ساعة يومياً ولولا والدتي واعتنائها بأطفال لما تمكنت من إنجاز شيء."
استمعوا إلى المقابلة مع صانعة الحلويات فاطمة عمران في الملف الصوتي المرفق بالصورة.





