في الطريق إلى الجامعة، لا تكفي النشرات التعريفية ولا مواقع الإنترنت وحدها لرسم الصورة الكاملة ، اذ تفتح الجامعات الأسترالية أبوابها خلال شهر آب أغسطس في ما يُعرف بـ"اليوم المفتوح"، حيث تتحول الجامعات الأسترالية إلى منصات حيّة لاكتشاف المستقبل وهي تقدّم للطلاب وذويهم فرصة لا تُعوض لاكتشاف التخصصات عن قرب، والتجول في الحرم الجامعي، وحضور العروض التقديمية، ومقابلة الأكاديميين والطلبة الحاليين.
وفي هذا السياق، قال الدكتور كاميران عبدوكا، الأكاديمي في جامعة سوينبورن للتكنولوجيا في ملبورن لـ"أس بي أس عربي"، إن "اليوم المفتوح يمثل لحظة فارقة للطلبة، لاكتساب معرفة مباشرة، وتصحيح المفاهيم، وتشكيل قناعات راسخة بشأن مستقبلهم الجامعي."
وأشار إلى أن هذا الحدث لا يُشبه الأيام الدراسية المعتادة، بل يُنظم في عطلة نهاية الأسبوع أو خارج أوقات الدراسة، ويستهدف ما يُعرف بالطلبة المحتملين (prospective students)، أي أولئك الذين يخططون للالتحاق بالتعليم العالي خلال السنوات المقبلة
الدكتور كاميران عبدوكا: قناعات الطلبة تتبدل بعد لقاءات اليوم المفتوح وتجارب الزملاء
وأوضح أن الهدف الرئيس من هذا اليوم هو فتح المجال أمام الطلبة وأسرهم للتفاعل المباشر مع الأكاديميين والكوادر التدريسية، ومناقشة التفاصيل المتعلقة بالتخصصات، البرامج، آليات القبول، ومزايا الدراسة في كل جامعة.
وأكد عبدوكا أن عددا من الطلبة يغيّرون قناعاتهم الدراسية بعد حضورهم لهذا اليوم، موضحاً أن "التواصل الشخصي، والانطباعات المباشرة، وتجارب الطلاب المتطوعين، كلها عوامل تؤثر في قرارات الطلبة وتدفع بعضهم إلى تغيير مسارهم الدراسي أو التخصص الذي كانوا ينوون الالتحاق به."
ولفت إلى أن الجامعات الأسترالية تحرص على إشراك الطلبة الحاليين كمتطوعين خلال هذا اليوم لنقل تجربتهم بشكل حيّ، سواء بالإيجاب أو النقد، ما يمنح الزوار تصوراً أقرب للواقع الأكاديمي.
وفي ما يتعلق بسوق العمل، شدد عبدوكا على أهمية التخصصات المرتبطة بالفرص الوظيفية. وقال "نحن كأكاديميين لا نكتفي بشرح البرامج الدراسية، بل نوضح للطلبة مجالات العمل المتاحة بعد التخرج، ونسلط الضوء على القطاعات التي تستوعب خريجي كل تخصص، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص."
وأوضح أنه في الهندسة المدنية، على سبيل المثال، يتم تقديم صورة شاملة عن الوظائف المحتملة، من العمل في البلديات إلى شركات البناء والاستشارات، مؤكداً أن جميع التخصصات الأخرى تحرص على تقديم تصورات مماثلة لربط الدراسة بالواقع المهني.
عبدوكا: الأهل عنصر مؤثر ونوصي بإشراكهم في الجلسات والنقاشات
وفيما يتعلق بدور الأسرة، أشار عبدوكا إلى أن الأهل يشكّلون عنصراً مؤثراً في قرارات الطلبة، موصياً بإشراكهم في جلسات المعلومات والمحاضرات التي تُقدَّم خلال اليوم المفتوح. وأضاف "نشجع دائماً على حضور العائلات مع أبنائهم، لأن الحوار المشترك بعد الجلسات يعزز الفهم ويساعد في اتخاذ قرارات واثقة."
ومضى إلى القول إن الجامعات لا تخصص جلسات منفصلة للأهالي والطلبة، بل تسعى إلى دمجهم في التجربة لضمان فائدة أكبر للجميع.
وعن المنح الدراسية، أكد عبدوكا أن اليوم المفتوح يشكل فرصة سانحة للاستفسار عن أشكال الدعم المالي المتاحة. وأوضح أن "المنح تختلف من جامعة إلى أخرى، ومن برنامج إلى آخر، لذا فإن اللقاء المباشر مع مسؤولي الأقسام أو الأساتذة هو السبيل الأفضل لفهم شروط المنح وآليات التقديم."
وأشار إلى أن الطلاب الذين يحملون إقامة دائمة أو جنسية أسترالية يتمتعون بإمكانية الوصول إلى منح حكومية أو دعم مادي من جهات مانحة، داعياً إلى استثمار اليوم المفتوح للسؤال عن هذه الخيارات.
وحول أبرز الأسئلة التي يتلقاها من الزائرين، لفت عبدوكا إلى أن معظمها يتعلق بدرجة القبول المطلوبة أو ما يُعرف في أستراليا بـالـ ATAR ، وهو المعدل المكافئ لشهادة الثانوية العامة.
وقال إن "الطلبة يسألون غالباً عن الحد الأدنى المطلوب، وإن كانوا لا يملكونه، هل توجد بدائل أو استثناءات؟" مشيراً إلى أن بعض الكليات تعتمد مرونة في تقييم الطلبة بناءً على مهاراتهم في مواد محددة كفيزياء أو رياضيات.
كما اشار الى ان ثمة أسئلة اخرى تتعلق بشكل الدراسة وماذا كانت نظرية او عملية ، وفرص العمل ومدى امكانية الاستفادة من الكورس في الحياة العملية
وختم عبدوكا حديثه بالتأكيد على أن "اليوم المفتوح ليس مجرد جولة سياحية في الجامعة، بل فرصة استراتيجية لبناء قرار مستقبلي، وتعزيز الثقة، وتحقيق الوضوح بين الطالب والجامعة".
يمكنكم الاستماع للتقرير في التدوين الصوتي أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.