ازدادت نسبة حوادث العنف في مستشفيات أستراليا في السنوات الثلاث الأخيرة، ففي ولاية فيكتوريا ارتفعت بنسبة 60 بالمئة، بينما ارتفعت في ولايتي نيو ساوث ويلز وكوينزلاند بنسبة 50 بالمئة.
هذه الزيادة دفعت المختصين إلى القيام بأخذ فحوصات للمرضى العنيفين لمعرفة الأسباب الكامنة وراء حوادث العنف.
وكشفت أفلام مصورة مأخوذة من عدة مستشفيات في أستراليا عن مشاهد عنف حيرت الأطباء وموظفي وحدات الطوارئ.
وأظهرت الأفلام المأخوذة من الكاميرات الموضوعة في أقسام الطوارئ أشخاصا يحدثون خرابا في الأثاث ويكسرون ما في طريقهم ويتطاولون على الموظفين ويعتدون بالضرب على الأطباء والممرضين الذين يحاولون مساعدتهم. وفي إحدى الحالات ظهر مريض وهو يشهر خنجرا على الموظفين المرعوبين.
كما وأظهرت مرضى يرمون الكراسي على الجدران الزجاجية ويقفزون على رف الاستقبال ويزجون بأنفسهم عبر الحاجز الواقي للموظفين، ويدخلون إلى الممرات والحجرات الداخلية ويقومون بلكم الموظفين وركلهم ما تطلب تدخل العديد من الأطباء والممرضين لوضع حد لهؤلاء المرضى الخارجين عن السيطرة.
وفي تجربة هي الأولى من نوعها في العالم، قام مستشفى ملبورن الملكي بفحص عينات من المرضى العنيفين على مدى سبعة أشهر بحثا عن وجود أثر للمخدرات. وهدفت هذه التجربة لمساعدة الأطباء في تشخيص المرضى وإعطائهم العلاج الطبي المناسب للمخدر الذي يتعاطونه.
ووجدت الفحوص أن 40 بالمئة من الهجمات التي تعرض لها موظفو المستشفيات، قام بها مرضى كانوا تحت تأثير المخدرات. ومن بين هؤلاء 92 % كانوا تحت تأثير مخدر الأيس، و 16 % تحت تأثير الهرويين، و7% كانوا من متعاطي الحشيشة.
وقال الباحث البروفسور جوناثن نوت إن الصور المخيفة تعكس مستوى العنف الذي يمارسه المدمنون على مخدر الأيس في المجتمع.
وتضع هذه الحوادث ضغوطا على المستشفيات التي تجد نفسها مجبورة على تحديث أساليبها وأنظمتها للتعاطي مع حوادث العنف المستمرة.
ويوافق طبيب الصحة العامة الدكتور أنطوان باريش على أن العنف ضد الأطباء بلغ حدا مخيفا. وقال في حديث مع SBS Arabic24 إنه تعرض شخصيا لمثل هذه الحالات.
استمعوا إلى اللقاء مع الدكتور باريش في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.