لطالما كانت فرحة واحتفاليات العيد بالنسبة للسيدة فاطمة عمران مميزة للغاية. فهي عادة ما تبدأ نشاطات عيد الفطر في الليلة التي تسبق أول أيام العيد بخبز المعمول (بسكويت العيد).
وكانت والدة السيدة فاطمة تستعين بها وبأخواتها اللواتي يساهمن معها في هذا النشاط بأجواء تطغى عليها فرحة العيد.
"نضع الشراشف على أرضية المطبخ ونجلس الى جانب والدتي لنساعدها في صناعة كميات وفيرة من حلوى العيد الشهيرة، ومن ثم نقوم بتوزيعها على الأقارب والأصدقاء المقربين".

Fatimah Omran Source: Supplied
"كنا نستيقظ فجرا ونرتدي الملابس الجديدة ونصطف أمام والدي، بينما كان يحيينا ويقدم لنا هدايا العيد، ثم يأخذنا معه إلى المسجد لنصلي صلاة العيد".
وكان بالنسبة للسيدة فاطمة وعائلتها لقاء بعض من أفراد عائلتهم الممتدة والأصدقاء القدامى بالصدفة أهم ما يميز زيارة المسجد.
"أذكر لحظات التقائنا في شوارع لاكمبا وحديثنا عن مرور وانتهاء شهر رمضان بسرعة البرق".
وتقول السيدة فاطمة أن العائلة كانت عادة ما تذهب لتناول الإفطار في مقهى محليّ، وكان هذا نشاطا تفرح به العائلة كثيرا بعد صيام شهر رمضان بأكمله.

Fatimah Omran Ramadan and Eid decorations at home. Source: Supplied
"في العادة، نقضي بقية اليوم في زيارة كل فرد من أفراد العائلة، ويحصل الأطفال جميعا على الهدايا المالية (العيدية) ونستمتع بتناول جميع أنواع الحلوى والحلويات التي يمكنك تخيلها".
"كنت ومنذ الصغر احتفل في مناسبتين فقط، العيد ورمضان"، لذا رغبت السيدة فاطمة أن تنقل هذا الشعور الطفولي ببهجة العيد الى أطفالها، تماماً مثلما كانت تشعر بها في طفولتها، فتقوم بتزيين المنزل بلافتات رمضان والعيد والزخارف الاحتفالية المتنوعة في كل عام.
"أود أن أجعل أيام العيد مميزة جدا لأطفالي حتى يتمكنوا من تقدير فرحة العيد كما كنا نقدرها نحن."
ولكن هذا العام شهدت أستراليا ودول العالم تغييرات جذرية على طريقة الاحتفال بالأعياد والمناسبات الكبيرة عما كانت عليه في السنوات السابقة. وفي ظل أزمة كورونا وقيود التباعد الاجتماعي التي أثرت على نمط الحياة، تم إلغاء جميع النشاطات الاجتماعية والدينية والترفيهية للحفاظ على سلامة المواطنين ووقف انتشار الوباء بينهم.
لذلك، قررت السيدة فاطمة التي تحن الى بهجة وفرحة العيد الآن، صنع قوالب الحلوى وتقديمها مجانا الى العائلات التي تضررت في ظل هذه الأزمة، لتحاول أن ترسم الابتسامة على وجوههم.
"هذا العيد سأصنع انا وأطفالي قوالب من الحلوى وسنقوم بتوزيعها سوية على العائلات، لأن العيد يرمز الى المحبة والمودة والتعاطف وأود أن يعرف ويفهم أطفالي هذا"

Raspberry cakes by Fatimah Omran Source: Recipes for Ramadan
السيدة فاطمة تملك متجرا لبيع الحلويات في مدينة سيدني وتهوى صناعتها منذ الصغر. وطلبت من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي (اضغط هنا) بترشيح أسمائهم أو أسماء أصدقائهم وأفراد عائلتهم من الذين يعانون في ظل هذه الأزمة الاجتماعية، للحصول على قالب من الحلوى في أول أيام العيد.
وتقول: "لا يتوجب أن يكونوا من العرب أو المسلمين، الدعوة عامة ومفتوحة للجميع... كلنا بحاجة للفرح الآن، وخاصة في ظل هذه الظروف."

Fatimah Omran cakes Source: Supplied