يعمل الدكتور حسين العباسي في قسم الطوارئ في مستشفى سنتراك كوست حيث يشرف على علاج حالات يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا. ونظراً للمسافة الطويلة بين مكان سكنه مع عائلته في غرب مدينة سيدني ومكان العمل، اضطر إلى استئجار سكن مشترك في السنترال كوست ليبقى قريباً من المستشفى.
مالكة العقار والتي تسكن في نفس المنزل طلبت من الطبيب عراقي الأصل المغادرة بسبب مخاوفها من التقاط عدوى كوفيد-19. وعلى الرغم من الضغط النفسي الذي اضطر للتعايش معه إضافة إلى أعبائه الوظيفية ومناوباته الطويلة، أبدى الدكتور حسين تفهماً لموقف السيدة: "لا ألومها على قرارها فالمعلومات عن فيروس كورونا كثيرة. الناس تقوم بنشر الكثير من الأخبار مما يتسبب بحالة من الذعر."
في بادئ الأمر، قرر الدكتور عباسي العودة إلى سيدني لينام في منزله في سيدني وقام بذلك ليومين، ولكن بعد ذلك تبين أن المسألة صعبة بسبب طبيعة ساعات العمل: "مناوبتي في غرفة الطوارئ 10 ساعات ومشوار الطريق ساعتين في كل اتجاه أي 14 ساعة يومياً. في أحد الأيام كنت منهكاً لدرجة أنني آثرت قضاء الليلة في سيارتي."
تدخلت بعد ذلك إدارة المستشفى لحل مشكلة الطبيب الشاب وخصصت له غرفة في المستشفى لينام فيها بشكل مؤقت. وكانت الحكومة أقرت ميزانية لتوفير سكن للأطباء قرب المستشفيات بحيث لا يضطرون للعودة إلى منازلهم والاختلاط بأفراد أسرهم.
وأبدى الدكتور حسين امتنانه للتحرك الحكومي مبدياً بعض التحفظات على آلية التنفيذ: "هي خطة جيدة بالطبع ولكن تم الإعلان عنها مبكراً. بدأت الصحافة بالحديث عن الأمر وتناقل الجميع الخبر ولكن بغياب خطة ثابتة على الأرض. لم تصلنا التعليمات بهذا الخصوص سوى منذ يومين."

Source: AAP
وعلى النقيض، تعرض بعض أفراد الطواقم الطبية في الولايات الأسترالية إلى مضايقات "مقززة" تضمنت بصقاً وسعالاً في وجوههم، مما دفع بحكومة نيو ساوث ويلز تغليظ العقوبة على كل من تسول له نفسه الاعتداء على أي من أصحاب الوظائف الأساسية بغرامة تصل إلى 5000 دولار.
سألنا الدكتور حسين عن رأيه في هذه التصرفات المشينة فقال: "في كل مجتمع هناك الإنسان الجيد والسيء. هذه تصرفات فردية غير مسؤولة. ولكننا على الجانب الآخر تلقينا مقداراً مذهلاً من الدعم."
وتحدث الطبيب عن الدعم الذي تلقاه من أفراد المجتمع المحلي بعد نشر المقالة التي تحدثت عن قصته في صحيفة السيدني مورننغ هيرالد، فاتصل كثيرون بالمستشفى الذي يعمل به لوضع منازلهم في تصرف أطباء المستشفى. آخرون اختاروا تقديم الهدايا ووجبات الطعام لأفراد الطاقم وغرفة الطوارئ ولكن الدكتور حسين بدا متأثراً برسومات الأطفال التي عبروا فيها عن شكرهم للأطباء: "اشياء بسيطة ولكنها تشكل فارقاً كبيراً. علينا أن نتغلب على الوباء معاً وهذا الدعم المجتمعي يعني لنا الكثير."
استمعوا إلى المقابلة مع الدكتور حسين العباسي في التدوين الصوتي.