شهد العام 2020 تغييرات كبيرة على حركة الهجرة إلى أستراليا بسبب تفشي وباء كورونا والقيود على السفر.
وأغلقت أستراليا حدودها أمام السفر الدولي في مارس آذار الماضي، ومددت الإغلاق مؤخرا إلى مارس آذار القادم، وهو ما أثر على تدفق المهاجرين داخل البلاد.
ولأول مرة منذ عام 1964، تتوقع الحكومة أن يكون عدد المهاجرين الذين غادروا أستراليا أكبر من عدد المهاجرين الواصلين إلى البلاد بمقدار 72,000 خلال العالم المالي 2020/2021.
وخلال العام الجاري، أقرت الحكومة تغييرات على الجنسية وتأشيرات الشريك ومنح الأولوية في برنامج الهجرة الدائمة للموجودين داخل أستراليا على تأشيرات مؤقتة.
الجنسية
وقالت المحامية ووكيلة الهجرة إيفا عبد المسيح إن العام الجاري شهد تغير بمقدار 180 درجة من ناحية سرعة البت في الطلبات.
وأضافت "بدأوا في تسريع إجراءات الجنسية بسبب عدم وجود تأشيرات جديدة، وطلبات جديدة، فكان تركيز الموظفين أكثر على الجنسية، ورأينا إجراءات أسرع، وبعض الناس الذين كانوا منتظرين منذ أربع سنوات، بدأت طلباتهم تتحرك وتصبح أسهل."
ودخلت أستراليا عام 2020 مع 100,000 شخص منتظرين الحصول على الجنسية بعد أن أنهوا جميع معاملات طلب الحصول عليها.
هذا العدد أصبح 30,000 فقط خلال الشهر الماضي، وكل هؤلاء حصلوا على مواعيد للحصول على الجنسية عبر الإنترنت أو اختاروا الانتظار لحضور المراسم بنفسهم عندما تصبح متاحة.
وقالت عبد المسيح إن التغييرات التي دخلت على مراسم الحصول على الجنسية قد تظل موجودة حتى بعض رفع القيود المفروضة بسبب كورونا.
وشرحت ذلك قائلة: "هناك مدرستان، الأولى تطلب أن يكون هناك دور للبلدية، وأن يذهب المهاجرون إلى مركز البلدية من أجل خلق تلك الرابطة مع حكومتهم المحلية."
وأضافت "أما بالنسبة لمقدمي الطلبات، فإنهم يرغبون في أسرع إجراءات ممكنة، لأن المراسم عبر الإنترنت تعني، أنه بعد المقابلة يمكن أن تكون المراسم بعد أسبوع، ويتم إصدار الجنسية في نفس اليوم، وخلال أسبوع آخر يمكن الحصول على الباسبور الأسترالي."
ومنذ أبريل نيسان الماضي حصل 90,000 شخص على الجنسية عبر الإنترنت، بينما حصل 14,000 آخرون على الجنسية في مراسم صغيرة حضروها شخصيا.
وقالت المحامية إيفا عبد المسيح "في السابق كان على المهاجرين الانتظار لحضور المراسم في البلدية، ولو كانت منطقة مكتظة بالمهاجرين، فيمكن أن ينتظر الشخص من ستة إلى تسعة أشهر، ولكن عبر الإنترنت لا يستغرق الأمر أكثر من 15 دقيقة."
القيم الأسترالية
في الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني الماضي، دخلت أول تغييرات في امتحان الجنسية الأسترالي منذ أكثر من عقد من الزمان حيز التنفيذ.
التغييرات الجديدة تشمل إضافة خمس أسئلة جديدة عن القيم الأسترالية من أجل التأكد من أن المتقدم على الامتحان يعرف القيم الأسترالية ويحترمها ومستعد لتطبيقها.
الامتحان الذي يتكون من 20 سؤالا ستظل نسبة النجاح فيه 75 في المائة ولكن يجب أن يتم الإجابة على أسئلة القيم الخمسة كلها بشكل صحيح.
وقالت عبد المسيح "الحكومة ترى أن أي شخص سيصبح مواطنا يجب أن يعرف ما هي القيم والمبادئ التي يرتكز عليها الشعب الأسترالي."
ويُعفى من هم في عمر 17 عاما أو أقل، أو في عمر 60 عاما أو أكثر من الخضوع للاختبار.
وخلال العام المالي 2019/2020 حصل عدد قياسي من المهاجرين على الجنسية الأسترالية يتجاوز 200,000 شخص.
التأشيرات
خلال العام الجاري كان هناك تركيز أكبر على التأشيرات الريفية وتأشيرات المواهب الدولية أو Global Talents من أجل حذب "الأبرع والألمع" إلى أستراليا.
وشهدت الموازنة التي أعلنتها الحكومة لعام 2020/2021 ضاعفت أماكن برنامج Global Talent Independent program ثلاث مرات إلى 15,000 مكان ورفعت الأماكن المخصصة لبرنامج Business Innovation and Investment Program إلى 13,500 مكان.
كما قررت منح الأولوية للتأشيرات التي يتم التقديم عليها من داخل أستراليا، وأصحابها يعيشون في مناطق ريفية، أو تأشيرات الشريك التي يعيش راعي التأشيرة فيها بالمناطق الريفية، مع الإبقاء على الحوافز المعتادة للتأشيرات الريفية.
وقالت عبد المسيح إن تأشيرة الشريك من التاشيرات التي حازت باهتمام كبير لدى الحكومة الأسترالية خلال العام الماضي.
ورفعت الحكومة الأماكن المخصصة لتأشيرات الشريك من 47,000 إلى 77,300 خلال العام المالي الجاري مع فرض متطلبات اللغة الإنجليزية.
وقال وكيلة الهجرة "في الماضي كان الشريك لديه 500 ساعة مجانية لتعلم اللغة الإنجليزية، ولم يكن مهما إن كان قد حصل عليها أم لا. ولكن التغييرات الجديدة تلزم الحاصلين على التأشيرة باخذ تلك الدروس، وبدونها لن يكون هناك تقدم في الخطوات القادمة."
وأضافت "هذا أمر إيجابي، لأنه دون اللغة الإنجليزية سيكون من الصعب العثور على وظائف مريحة، وأستراليا بلد لغته الإنجليزية وبالتالي يجب على القادمين الجدد الإلمام باللغة."
القادمين من الخارج
بسبب القيود المفروضة على الحدود في أستراليا فإن قبول طلبات التأشيرات من الخارج تراجع إلى مستويات غير مسبوقة، وتتوقع الحكومة أن يستمر هذا الانخفاض في أعداد المهاجرين حتى العام المالي 2021/2022 قبل أن يعود للارتفاع خلال السنوات الأربعة التالية.
وقالت عبد المسيح إن تلك الفترة لا يجب أن تدفع بالمهاجرين المحتملين لفقدان الأمل في الاستقرار بأستراليا، بل يمكن أن يعتبروها فترة للتأهيل.
وأضافت "لو كان الدرجة في امتحان IELTS عند الخمسة، يمكن أن نعمل لرفعها إلى الستة والحصول على نقاط أكبر، أو سبعة أو ثمانية."
وقالت "يمكن للمهاجرين المحتملين أن يعملوا على تحسين الإنجليزية أو توثيق المستندات ومعادلة الشهادات، والتواصل مع أصحاب العمل خاصة في المناطق الإقليمية."
وشددت على أن الحكومة حاليا تفضل منح التأشيرات المؤقتة للقادمين من الخارج، بدلا من التأشيرات الدائمة.
وقالت "الأفضل لدى الحكومة أن يصل الشخص على تأشيرة مؤقتة ليعيش هنا ويعتاد على المكان تتأكد الحكومة من خلفيته قبل التأهل للتأشيرة الدائمة."
