زين طيبا هو رجل في الخامسة والأربعين من عمره وأب لخمسة أولاد يرقد غائبًا عن الوعي، يتنفس من خلال جهاز التنفس الصناعي يصارع للبقاء على قيد الحياة.
أصيب زين وزوجته ياسمين بفيروس كورونا، لم يعرفا مصدر العدوى لكن ياسمين تشك بأن زين التقطها من أحد أفراد العائلة.
تتحدث ياسمين عن حالة زوجها وتقول إنه بحالة خطرة الآن وبأن العائلة تعيش يوما بيوم تترقب الأخبار من المستشفى.
"حالته خطرة للأسف وغير مستقرة، الأطباء يقولون أنه لا يوجد تحسن، لكنهم لم يفقدوا الأمل، وسوف يراقبونه لمدة أسبوعين أو ثلاثة وقد وضعوه على جهاز تنفس متطور ورئتاه لا تعملان الآن".
وتصف ياسمين حالة الترقب وعدم اليقين بما سيحصل مع زوجها خاصة وأن الزيارات إلى المستشفى غير مسموح فيها، لكنها تقول إن الممرضين يتواصلون مع العائلة دائما وأحيانا من خلال الفيديو لكي يبقوا العائلة على اطلاع بحالة زين.
"نعيش يوما بيوم، نصحو كل يوم وندعو بأن يقول لنا الأطباء أن قلبه ودماغه وكبده ما زالت تعمل، الكلى والرئتان لا تعمل، الله يمن علينا ويشفيه".
وتصف ياسمين الحالة النفسية التي تمر بها العائلة وتقول إنها "مدمرة".
"الوضع صعب، عنده خمسة أولاد، وابنه الصغير عمره خمس سنوات، يحلم برؤية أبيه، كل يوم يسأل: بابا جاء، بابا مات؟"
وينبه المسؤولون الصحيون في أستراليا إلى أن حالة المصاب بمتحور دلتا تتدهور بشكل سريع. وهذا ما حصل مع زين طيبا كما تقول زوجته ياسمين.
"تدهورت حالته خلال خمسة أيام وبسرعة كبيرة. لم يكن زين يتوقع أن يكون مصابا لأنه كان قد أجرى الفحص قبل ثلاثة أيام".
ياسمين التي عانت هي أيضا من المرض ودخلت بسبب المستشفى تقول إن "الاحتياط واجب".
"يجب أن نتوقف عن رؤية بعضنا إلا إذا كنا أخذنا اللقاح".
وتشرح ياسمين سبب عدم أخذ العائلة للقاح مضاد لفيروس كورونا وتقول إن المعلومات السلبية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أثرت على زين وعلى رأيه بالنسبة لأخذ اللقاح.
"كان متخوفا، كان يستمع إلى الآراء على السوشيل ميديا، كان ينتظر ويؤجل ليرى ماذا قد يحصل بالذين أخذوا اللقاح، فهناك معلومات وإشاعات تحذر من اللقاح وما يحتوي عليه من مواد".
وتقول ياسمين إن مرض زوجها زين قد أثر بكثير من أبناء الجالية العربية في مدينة ملبورن، والكثيرون قرروا أخذ اللقاح بعدما رأوا الحالة التي وصل إليها زوجها.
ياسمين أصيبت أيضا بالمرض وتم إدخالها إلى المستشفى لكنها خرجت بعد ثلاثة أيام لأن حالتها تحسنت قليلا وكانت تريد أن تعود لتكون مع الأولاد في المنزل. لكنها تقول إنها لا تزال تعاني من آثار المرض.
"كنت أشعر بأن أبرا تغرز في قلبي، لا أحد يعرف هذه التجربة إلا إذا عانى من هذا المرض. جسمي فيه أوجاع لغاية الآن، وأخذ المرض كل طاقتي وقدرتي على التذكر والتركيز".
وتقول ياسمين إنها أرادت أن تشارك بهذه التجربة لأنها لا تريد أن يمر بها أحد من أبناء الجالية.
"تخيلي إذا فاق زين من الغيبوبة كيف ستكون حالته، الأطباء قالوا إنه قد يفقد ذاكرته، ولا يعرفنا لمدة أشهر. أتمنى أن يكون هذا درسا للجميع. لا أريد أن أرى أحدا في المستشفى، لا أريد أن أرى أحدا يموت".
وبصوت تخنقه العبرات تتابع ياسمين قائلة:
"خاله توفي منذ ثلاثة أيام، العائلة كلها متدمرة. زين كان يحبه خاله كثيرا، سوف يجن إذا علم بموته ... لماذا وضعنا أنفسنا جميعا بهذا الموقف"؟
وتختم السيدة ياسمين حسن زوجة زين طيبا حديثها بالقول إن هناك أشخاصا لا يثقون بالحكومة ويظنون أن هناك مؤامرة ضدهم لكنها تشيد بعمل الأطباء والكادر الطبي في المستشفى الذي يقدم لزوجها أفضل رعاية.
وتشكر ياسمين كل الأهل والأصدقاء الذين لم يتركوا العائلة في هذا الظرف الصعب، لكنها تقول "ماذا سيحصل لمن ليس لهم معين لو مروا بظروف مشابهة.