كان ذلك قبل عشرين عاما، كان رجل الأعمال المصري الأمريكي أيمن العجمي في مكان عمله في مدينة كونيتيكت التي تبعد حوالي الساعة عن مركز التجارة العالمي في نيويورك حيث اصطدمت طائرتان ببرجي المركز التجارة العالمي.
لم يصدق الكثيرون ما كانوا يرونه على شاشات التلفاز. مشاهد اصطدام الطائرتين ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك خُيّلت للكثيرين على أنها مشاهد فيلم سينمائي. لكن من عاشوا تلك اللحظة في تلك المدينة يصفونها بأنها يوم من الجحيم.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول أيمن العجمي الذي يعمل في إدارة الفنادق في مدينة نيويورك إن ذلك اليوم أثر عليه وعلى عائلته كما أثر على معظم العرب والمسلمين الأمريكيين، وإن ذكرى ذلك اليوم لا يمكن أن ينساها وكأنه لم يمضِ عليه عشرون عاما.
"عشرون سنة تبدو كأنها مدة طويلة لكن تلك الأحداث تبقى في الذاكرة لأنها أحداث عشناها ونحن كبار".
ويروي أيمن كيف كان في مقر عمله في مدينة كونيتيكت عندما دخلت مساعدته وأخبرته باصطدام طائرة بمبنى أحد الأبراج.
"ظننت في البداية أنها من إحدى الطائرات السياحية الصغيرة التي تنقل السائحين إلى تمثال الحرية، لكن مساعدتي عادت بعد قليل وأعلمتني باصطدام الطائرة الثانية، عندئذ عرفنا أن هناك شيئا ما يحدث، وحصل نوع من الغمة على الجميع".
ويقول السيد أيمن العجمي إن أول ما تبادر إلى ذهنه كان ذلك "الإحساس الذي يأمل بأن لا يكون من قام بذلك عربيًّا بسبب التداعيات التي ستحصل جراء ذلك".
ويقول السيد أيمن العجمي إن أمريكا هي من أكبر الدول التي تحتوي "الغريب" وتستوعب الناس بطريقة أكثر سيولة وتقبلا، لأنها بلد بني على المهاجرين، ومع ذلك فقد كانت هناك ردود فعل "شرسة ضد العرب وكانت هناك حساسيات هنا وهناك" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول.
ويروي السيد أيمن العجمي كيف أنه قال لابنته وكانت في الخامسة من عمرها عندما عادت في أوتوبيس المدرسة في ذلك اليوم "تذكري هذا اليوم جيدا، أنه يوم مهم جدا وسوف يكون له انعكاسات على بقية حياتك".
ويروي السيد العجمي أيضا حادثة غريبة وقعت مع مديره في العمل، ويقول: "أنا اسمي أيمن، ولي أخ اسمه أسامة، وبعد ذلك اليوم قال لي مديري بلهجة فيها تودد إنه منذ بدأت العمل معه أصبح يستطيع أن ينطق أسماء الإرهابيين بالضبط".
ويقول أيمن إن أم زوجته الامريكية أوصته بأن يكون حريصا عند التكلم في السياسة أو إبداء رأيه في الشأن العام لأنه قد لا تأتي العواقب حميدة، في تلك الأجواء المشحونة التي تسببت فيها هجمات 11 سبتمبر.
"حماتي تعرف شخصيتي وتعرف أنني متكلم ولي آراء حول السياسة الأمريكية، وكنت ضد الإمبريالية، فوالدي كان يساريا قديما، وأنا كنت لا أزال متحمسا ضد الهيمنة الأمريكية وفرض القوة العسكرية والنفوذ وهكذا، فقالت لي: كن حريصا لأن الذي حصل شيء كبير، وردود الفعل ستكون كبيرة، فلا تضع نفسك في موقف مع أحد المتطرفين البيض مثلا، فممكن أن لا تكون العواقب سليمة".
ويذكر أيمن كيف بدأت الضغوط تتزايد على المسلمين وكل من تبدو عليه ملامح شرق أوسطية في أمريكا.
"أنا مسيحي، لكن لم يكن هناك فرق بين ما إذا كنت مسلما أو مسيحيا. كانوا يرون أنك شرق أوسطي، فلا يهم ما هي خلفيتك، ولا أحد يسأل عن الدين عندما يرون أنك من هذه المنطقة الجغرافية "الموبوءة" التي تهدد سلامهم. لأن الأمريكي بصفة عامة ليس لديه وعي عال من الناحية السياسية، وهذا ما أثر في تعاملهم مع التحديات هذه. كانت هناك تصرفات رعناء وفيها تعالٍ".
ويقول أيمن إن غزو أفغانستان كان له تفهم عالمي لكن الحرب على العراق لم تحظَ بتأييد داخلي وهذا ما خفف من حدة الأزمة والشعور العدائي تجاه العرب والمسلمين.