تسببت القيود المفروضة لاحتواء تفشي وباء كورونا إلى تراجع أرباح ماكينات القمار في أستراليا. وفي نيو ساوث ويلز، تراجعت أرباح الحانات والنوادي بمقدار 1.1 مليار دولار، لكن مجموع أرباحها ظل عند 2.1 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الجاري.
وفرضت الولاية إغلاقا على ماكينات القمار لمدة عشرة أسابيع بدأت في 23 مارس آذار وحتى الأول من يونيو حزيران.
ولكن بعد رفع الإغلاق زادت أرباح ماكينات القمار مجددا، بالمقارنة بنفس الوقت خلال العام الماضي. وتراجعت أعداد الماكينات المتاحة في الولاية، حيث قل العدد الإجمالي بمقدار 908 ماكينة خلال يونيو حزيران الماضي بالمقارنة بنفس الشهر العام الماضي.
وخلال الستة أشهر الأولى من العام، انخفضت عائدات ماكينات القمار في فيرفيلد وكانتربري بانكستاون في الحانات بمقدار 31 في المائة لتصبح 120 مليون دولار، بينما النوادي شهدت تراجع أكبر بمقدار 40 في المائة لتصل إلى 216 مليون دولار.
من جانبه قال المرشد المالي والمتخصص في معالجة الإدمان على القمار في المجلس العربي الأسترالي الدكتور حشمت شهيد إنه في حين تضرر عدد كبير من قطاعات التجارة والصناعة جراء إجراءات الإغلاق وقيود كورونا والتباعد الاجتماعي إلا أن المقامرة خاصة عبر الإنترنت بقيت نشطة.
وأضاف أن شبكة الأمان التي أعلنت عنها الحكومة ومن ضمنها دفعتي دعم الأجور والبطالة وإمكانية سحب عشرة آلاف دولار لمرتين من صناديق التقاعد، كلها عوامل ساهمت في زيادة الإنفاق على المقامرة بسبب سوء استخدام هذه الأموال أو صرفها بغير مكانها لغاية بعيدة عن تلك المرجوة منها.
وتأتي أستراليا في مرتبة متقدمة على قائمة الدول الأكثر إنفاقا على المقامرة وفيها ما يزيد على 196 ألف مكنة قمار نصفهم موجود في ولاية نيو ساوث ويلز. ويصل معدل ما يصرفه المقامر الواحد إلى 20 ألف دولار سنويا في أستراليا.

The Rise in Online Gambling During the COVID-19 Pandemic Source: iStockphoto
وقال الدكتور شهيد إن أهم الأسباب التي تدفع الناس إلى المقامرة هو الشعور بالإحباط أوالوحدة أو الضجر. واضاف أن الكثيرون يبدأون التردد على تلك الأماكن في البداية باعتباره نشاط اجتماعي ولتناول الطعام والمشروبات في الأندية، ثم يقرر تجربة الحظ، وإذا ربح في البداية، يكون قد خسر بالفعل.
أما عند الخسارة فيرغب هذا الشخص في تعويض ما فقده، وعندها يدخل في دوامة الإدمان بحسب الدكتور شهيد.
أما بالنسبة للعلاج من الإدمان قال الدكتور شهيد إن أول خطوة في مكافحة المقامرة هي اعتراف الشخص بوجود المشكلة وطلب المساعدة. وأضافأنه يمكن الحصول على المرافقة النفسية والإرشاد الإجتماعي لتخطي المشكلة بالإضافة الى مساعدات مادية متمثلة بدعم لفاتورة الكهرباء وبرنامج حكومي يسمح بخفض أو دفع والإعفاء من الغرامات بالكامل مقابل حضور الشخص لحلقات توعوية أو جلسات علاج من المقامرة.

Source: AAP
كما أشار الدكتور شهيد إلى أن المقامرة ليست حصرا على فئة معينة من الناس أو عمر معين او جنس معين بل يمكن أن يعاني منها أشخاص من خلفيات مختلفة، والنساء كما الرجال يمكن ان يدمنّ على المقامرة.
وأكد أن تداعيات المقامرة لا تقتصر على المدمن نفسه بل تؤثر على العائلة والأصدقاء وما يصل الى خمسة أشخاص آخرين.
إذا طنت بحاجة للمساعدة جرب إحدى تلك الخدمات: