قَلَب كوفيد-19 كل الموازين، وغيّر عاداتنا وتقاليدنا، لا بل قلبها رأسا على عقب، وحال ما بين الأحباء والأصدقاء، فيما فرضت قيود الإغلاق تباعد الأقرباء وعدم حضورهم أغلى المناسبات ومن أهمها الأعراس والأفراح.
ليلى وإيف الخوري، اللبنانيا الأصل، حلما كسائر الوالدين بفرحة أبنائهما منذ سنين، وخططا مع باقي أفراد العائلة للاحتفال بعرس ابنهما لويس وعروسته ناتالي مع 650 شخص من المقربين والأصدقاء، وشاءت قيود الإغلاق المعمول بها حاليا في سيدني أن يقتصر الحضور على خمسة أشخاص.
امتزجت فرحة أم العريس ليلى الخوري، التي لا تقاس، بغصة حرمانها من مشاركة أشقائها وشقيقاتها الذين ترقبوا هذا اليوم كما يترقب الساهر الفجر.

Source: Leila Khoury
وتحلّت ليلى بشجاعة القلب بالرغم من أنها سكبت دموعها أسفا على عدم تمكنها من مشاركة فرحتها مع عائلتها الممتدة، فقامت بتزيين وتجهيز البيت وهيأت الملابس الجميلة والزهور والورود والكؤوس، وعملت ما بوسعها لتركز على الإيجابيات، وقالت في حديث لها مع أس بي أس عربي24: "أخبرنا ابننا أنه لن يؤجل العرس وسيمضي قدما بمشروع زواجه فأعطيناه البركة راجين له التوفيق."
"كنا نأمل أن نشارك فرحتنا مع أخوتنا الذين شاركناهم أفراحهم ورقصنا بعرس أولادهم، وكانوا ليحملوننا على الأكتاف لو أمكن حضورهم."
وأعربت السيدة ليلى عن سعادتها العميقة وأنها تجازوت "الغصة على بعد الأحباء" من خلال تركيزها على الجوهر: "أهم شيء Hن العروسين هما معا وينعمان بوجودهما في حياة بعضهما البعض، هنيئا لهما البدء بتأسيس عائلة صالحة."

Source: Leila Khoury
ونشرت ليلى على صفحتها على فيسبوك هذه الكلمات الوجدانية المؤثرة: "من 30 سنة وأنا بسمع كلمة انشالله وقت فرحته، وهالطلبة شو كنت بحبها وناطرتها لحتى شوف نهار فرحته، ووصل هالنهار بوقت لم يقدر أخواله وخالاته وأعمامه وعماته وأصحابه وأحبابنا أن يشاركوا فرحته ( الله يلعن الكورونا)...لويس حبيبي الله يهنيك انت وعروستك ناتالي ويقدسلك زواجك."
وهكذا تستمر الحياة وينتصر الحب في زمن كورونا على أمل ان تعود الحياة الى طبيعتها وتُرفع القيود "فنعود ونحتفل ونحيي السهرات في المناسبات" لأن الجوهر هو الأساس.

Source: Leila Khoury
وأضافت ليلى أن أربع زيجات مقرّبة من العائلة، مرتقبة في الأسابيع المقبلة، ستمضي قدما على هذا النحو بحيث سيتم الزواج بحضور 5 أشخاص فقط.
وشكرت ليلى الخوري الجالية وكل من تواصل معها وكل من قدم التهاني والأمنيات الجميلة بمنسابة زواج لويس وناتالي.
ونوّهت السيدة الخوري بإيجابيات وسائل التواصل الإجتماعي التي رغم كل السلبيات الناتجة عنها "تجمع الأحباء وتتيح التواصل ومشاركة الفرحة عن بعد في زمن القيود الصارمة وتخفف من حدّة البعد."
وأضافت السيدة ليلى أنها ممتنة وشاكرة على كل ما حدث، وانها لن تغير شيئا لو عاد بها الزمن إلى الوراء وأنه حين نركز على ما هو جيد نلمس نعما كثيرة: "التواصل الإجتماعي أتاح لأحبتي أن يشاركوا فرحتي من جميع القارات ومن أربعة أقطار العالم."

Source: Leila Khoury
وفي النهاية "الحب الحقيقي، التوفيق وبدء المسيرة سوية هي الأساس، الأيام الآتية أجمل وسنحتفل حتى الصباح بكل المناسبات الحلوة."

Source: Leila Khoury


