تشتهر استراليا بشواطئها الذهبية التي خلقت ثقافة جعلت من ارتياد البحر جزءا اصيلا من الحياة اليومية في البلاد. ومع تحول الشاطئ الى مركز للانشطة الرياضية،الترفيهية والاجتماعية برزت اهمية الدور الذي يلعبه منقذو الحياة في الحفاظ على سلامة مرتادي البحر من كبار وصغار.
وتضم استراليا اقدم مركز لمنقذي الحياة وهو Bondi Surf Club الذي تأسس عام 1907، ومنذ ذلك الحين تحولت هذه المراكز والمتطوعون فيها الى رمز للشخصية الاسترالية التي تتميز بالصلابة والسعي الى مساعدة الاخرين
واليوم ترحب شواطئ سيدني بضيفين قدما اليها من قطاع غزة لتعلم مهارات انقاذ الحياة والاستفادة من التجربة الاسترالية في تقليل حوادث الغرق في البحار والشواطئ وتأسيس اندية انقاذ للحياة في القطاع المحاصر منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة.

Source: Getty
وصل حسن الهبيل ومحمد صالح الى استراليا في اطار مشروع Gaza Surf Projectوهذه المهمة استغرق تحقيقها اربع سنوات من العمل الدؤوب من قبل لجنة السواحل الشمالية لدعم فلسطين وهي ضمن ائتلاف العدالة والسلام من اجل فلسطين
ويقول محمد صالح ان العراقيل التي واجهت البرنامج دفعته الى الشك في امكانية تنفيذه، واهم هذه التحديات كان حصوله وحسن على التأشيرات المطلوبة لدخول استراليا " السنة الماضية كان المفروض نكون موجودين في استراليا ولكننا لم نحصل على الفيزا..في تلك اللحظة بالذات شعرنا بأن وصولنا الى استراليا اصبح جزءا من المستحيل"
ويشرح محمد المهمة المنوطة به في هذا البرنامج وهي دراسة كيفية تأسيس اول نادي لانقاذ الحياة في القطاع وفلسطين. كما يهدف البرنامج الى تعريف محمد وحسن على الثقافة الاسترالية المتعلقة بانقاذ الحياة على الشواطئ ومحاولة محاكاة البرنامج الشهير لتدريب الاطفال والمراهقين والمعروف بالNippers
"المسألة ليست فقط لاسعاد الاطفال بل لاعطائهم الفرصة من خلال اللعب لتعليمهم ومساعدتهم على ادراك اهمية البحر وفهم الشاطئ جيدا بحيث يكونوا في المستقبل مساعدين ومراقبين لاي حالات غرق"
واضاف محمد صالح انه ومنذ الحصار على قطاع غزة اصبح المواطن الفلسطيني معزول الى حد كبير عن العالم الخارجي "اصبح المواطنون الفلسطينيون وعددهم اكثر من مليوني انسان يعيشون في منطقة لا تتجاوز مساحتها 365 كلم مربع، اي بحجم 3 او 4 ضواحي في سيدني فقط"

Hasan Alhabil at Manly Beach Source: SBS News
"المواطن الاسترالي لا يستطيع ان يتخيل ان معدات الانقاذ المتوفرة في غزة لا تتجاوز اللوحات البلاستيكية وصفارة بسيطة لتنبيه المصطافين"
ويأمل مشروع Gaza Surf Project الى ارسال معدات انقاذ حديثة الى القطاع لحماية ارواح رواد البحر رغم تخوف المنظمين من ان تمنع اسرائيل ادخال هذه التبرعات الى القطاع بحجة منع استخدامها في اغراض تهدد امنها
وعن هذا يقول محمد صالح ان هناك حاجة ماسة الى دعم المجتمع الاسترالي والعربي والفلسطيني باتجاه الضغط على الحكومة الاسترالية للضغط على اسرائيل من اجل ادخال هذه المعدات للقطاع المحاصر منذ اكثر من 13 عاما

Mohammed Saleh, Shamikh Badra from the Northern Beaches Committee for Palestine and Hasan Alhabil Source: SBS News