في هذا اليوم الوطني الأسترالي، لا يُقتصر الاحتفال به على رفع العلم أو ترديد النشيد الوطني، بل هو يحتفى به كيوم للانتماء، والفخر بالوطن الجديد، ويوم الاعتزاز بالقيم التي تجمع الجميع تحت مظلة واحدة.
أُطلق يوم المواطنة قبل أكثر من عقدين من الزمان كتقليد وطني يذكّر الأستراليين بمعنى المواطنة بما تحمله من حقوق ومسؤوليات. وفي هذا اليوم، تقام مئات المراسم في المدن والبلدات، حيث يؤدي آلاف المهاجرين القسم ليصبحوا مواطنين أستراليين. لكنها ليست مجرد لحظة بروتوكولية، بل لحظة إنسانية مؤثرة تختزل قصصًا مليئة بالشغف والتحدي والأمل.
اقرأ المزيد

النشيد الوطني الأسترالي وتعهد المواطنة بلغتك
أنس محمد من الغربة إلى الحلم الأسترالي
أنس، شاب في ال 23 من عمره، جاء من مصر قبل أربع سنوات، وهو اليوم يستعد لاجتياز اختبار الجنسية. يقول بابتسامة يختلط فيها الفخر بالرهبة:
أشعر بالفرحة حين تحل لحظة القيام بأداء القَسم، إنه شعور جميل جدًا، وأنا متحمس للحصول على الجنسية الأسترالية، لأنها حدث مهم بالنسبة لي.
كلمات أنس محمد تختصر مشاعر الآلاف ممن ينتظرون هذا اليوم، حيث تتحول الهجرة إلى البلد الجديد إلى انتماء حقيقي، ويصبح جواز السفر رمزًا لفصل جديد في حياتهم.

Source: AAP
حسن العوادين الانتماء وعد بالمستقبل
أما حسن العوادين، المتخصص في تكنولوجيا المعلومات والمقيم في ملبورن مع أسرته، فيصف لحظة الحصول على الجنسية بأنها "انتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة". بالنسبة له، الجنسية ليست ورقة قانونية، بل رمز للاستقرار والانتماء، وضمانة لمستقبل أولاده في بلد يفتح أبوابه للجميع ويمنح فرصًا متكافئة. يقول:
أستراليا بلد يستحق أن ننتمي إليه، بلد لا تمل من اكتشاف جماله وتنوعه، وطن حقيقي يحتوي الجميع.
خلف التاريخ معنى يتجاوز الحدود
إن اختيار تاريخ ال 17 من أيلول/ سبتمبر لم يأت في لحظة عابرة، ففي هذا التاريخ من عام 1973، أعيد تعريف المواطنة الأسترالية لتكون مستقلة عن بريطانيا، لتعكس هوية وطنية خاصة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت المواطنة أكثر من وثيقة سفر؛ إنها التزام بالديمقراطية، والعدالة، وسيادة القانون، والحرية.
مبادرة أس بي أس في يوم المواطنة صوت لكل مهاجر
ولأن المواطنة تعني أن يُسمع الجميع، أطلقت SBS مبادرة رائدة بترجمة النشيد الوطني الأسترالي وقَسَم المواطنة إلى أكثر من 60 لغة. خطوة تحمل رسالة واضحة: هذا الوطن يتسع للجميع، ولا يقصي أحدًا. فمن المدارس إلى مراسم الجنسية، يردد الأستراليون نشيدًا وطنيًا يُذكّرهم أنهم، رغم اختلاف أصولهم وثقافاتهم، يجتمعون تحت هوية واحدة وأرض مشتركة.
وطن جديد... وانتماء لا يُنسى
قصص أنس وحسن، وغيرهما من آلاف المهاجرين، ترسم لوحة يوم المواطنة الأسترالية. لوحة ألوانها التنوع، وخطوطها الأمل، وظلالها الفخر. هنا، تتحول الذكريات إلى مستقبل، والغربة إلى وطن، والمواطنة إلى وعدٍ بحياة كريمة في بلد آمن يُقدّر العمل والحرية، ويمنح أبناءه جميعًا فرصة أن يكونوا جزءًا من قصته المتجددة.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن هذا اليوم الوطني الأسترالي وتفاعل المهاجرين وقصصهم في هذا اليوم، بالضغط على زر الصوت في الأعلى.